قال سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في افتتاح الجامعة الصيفية ليلة الجمعة الماضية بالمدرسة الوطنية للصناعة المعدنية بالرباط، إن أهداف الجامعة تتلخص في كونها فترة لتكوين العنصر البشري وفق تصور الحزب ومنهجه في العمل، وفهم الظروف السياسية المحيطة ومتطلباتها، وأكد العثماني على أن بدهية العمل السياسي تتمثل في كونه عمل في الواقع والتأثير فيه، من أجل تغييره نحو الأحسن، ومن هنا فهو سلسلة أعمال ومهام واستحقاقات متوالية، ينبغي القيام بها بشكل جيد ومتواصل، وذلك بتهييء البرامج، وإنجاز الأوراش، وتحريك مبادرات مستمرة، والفاعل السياسي، يقول الأمين العام، هو الذي له المقدرة على إدراك المطلوب قبل أوانه، عن طريق طرح التساؤلات الممكنة وتحديد الأولويات المطلوبة. وعن تشخيصه للمرحلة السياسية التي يمر منها المغرب، أشار الأمين العام، إلى ثلاث أحداث بارزة، أولاها إطلاق الأسرى المغاربة بتندوف، الذين عاشوا أوضاعا منافية لكل الاتفاقيات الدولية، ولكل الشروط الانسانية، ملفتا الانتباه إلى الجهود الرسمية والشعبية التي بذلت، والتي تدل على أن المغاربة قادرون على كسب التحديات، ودعا العثماني إلى تكريم الأسرى ماديا ومعنويا، وتجاوز الاختلالات التي حصلت مع أسرى سابقين، منبها إلى ضرورة مواصلة الجهود نفسها للإفراج عن المحتجزين وإنهاء محنتهم، وأكد الأمين العام على أهمية تفعيل الدبلوماسية المغربية، وإعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية في القضايا الاستراتيجية للمغرب. واعتبر المسؤول الحزبي، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمثابة إدانة للسياسات الحكومية السابقة في المجال الاجتماعي، وكشف للاختلالات العميقة التي يعاني منها المجتمع المغربي، وهي أيضا يقول العثماني، تنبيه على ضرورة الاهتمام بالانسان محور كل عملية تنموية، محذرا من أن تلقى المبادرة نفس المآل الذي آلت إليه برامج سابقة، مثل برنامج مقاومة آثار الجفاف، نتيجة سوء التسيير والتدبير واستغلال النفوذ، ودعا المسؤول الحزبي إلى ضمان مصداقية المشرفين، والإشراك والشفافية والمراقبة والتوجيه. وتطرق العثماني في كلمته إلى الانسحاب الصهيوني من غزة، والذي يؤشر على قدرة المقاومة في الإنجاز، معتبرا الانسحاب المذكور بداية في طريق الانسحاب الشامل. وأكد الأمين العام على أن الحزب يحمل آمال كبيرة للشعب المغربي، يحتاج تحقيقها إلى تكاتف الجهود وتقوية البناء والتأهيل ومحاربة الفساد وبلورة مشاريع للمستقبل. من جهته، قال سليمان العمراني منسق اللجنة التنظيمية وعضو الأمانة العامة، في كلمته الافتتاحية باسم اللجنة التنظيمية، إن الجامعة تأتي في سياق التأهيل والتكوين لهيئات الحزب، حتى ينهض الحزب بمسؤولياته في المرحلة المقبلة، واعتبر العمراني الجامعة الصيفية، توسيع للجهد واستجابة لحاجات الهيئات الوطنية والجهوية والإقليمية، من أجل تمكينها من الأدوات اللازمة للفعل والتأثير، وتطوير أداء الحزب على المستوى المحلي، وأضاف منسق لجنة الشؤون التنظيمية قائلا نريد أن نعطي للجهة مضمونا حقيقيا، حتى تنهض هيئات الحزب برسالتها في عملية التنمية الشاملة، مركزا على أهداف الجامعة الصيفية، التي عكسها برنامج الدورة، والمتمثلة في توسيع المشاركة والتشارك، والتأهيل والتوجيه، والتأهيل على الرقابة والمساءلة. في الاتجاه نفسه، استمع المشاركون في الجامعة خلال اليوم الموالي لعرض تربوي من إلقاء الأستاذ الأمين بوخبزة حول المقتضيات التربوية المطلوبة في علاقات السياسي مع الذات والمحيط، أكد فيه على أهمية الارتباط بالله ومستلزمات الخوف منه، واستشعار مراقبته في السر والعلن، لأنها الضامن الأساس في تحلي السياسي بروح الشجاعة في قول الحق والدعوة إليه وإنكار المنكر، وأهله وما يقرب إليه، وأضاف بوخبزة إن الخوف من الله هو ما يجعل المسلم يتجنب الفحش والمنكرات، كما أنه يحيي القلب بالايمان وثمرته حرص العبد على العبادات من صلاة وتلاوة للقرآن ومجالس للذكر، التي بها تحيا القلوب وتمنحها القوة في الدين والحق والمواقف، أمام مغريات المال العام والتجاوزات المتراكمة، والتي تتطلب الصبر على مظاهر الاستفزاز، والتضحية من أجل النهوض بالمسؤولية المنوطة بسياسيي الحزب ومناضليه، وشدد برلماني الحزب على أن السياسي هو صاحب رسالة قبل أن يكون صاحب سلطة.