المخيم فضاء لقضاء عطلة مفيدة وممتعة، ومحطة لمساعدة الآباء على تربية أبنائهم، خصوصا الذين يستمرون منهم في العمل أثناء فترة العطلة الصيفية، وفي المخيم يقضي الطفل مع مؤطريه مدة أطول من التي يقضيها فعليا مع والديه، وهي فرصة لتحسين سلوكات بعض الأطفال وتطوير السلوكات الإيجابية لدى البعض الآخر. ونحن داخل جمعية الرسالة، نراهن على الجانب التربوي عموما والتربية الإسلامية على الخصوص. ونساعد الأطفال على المواظبة على الصلوات المفروضة، لأن بعض الآباء يصعب عليهم ذلك، وينبغي التأكيد على وجوب الحفاظ على هذا المكتسب من قبل الآباء بعد انقضاء فترة التخييم. ومن جهة أخرى هناك بعض الحالات النفسية المرضية لبعض الأطفال، لا يصرح بها الآباء للأسف مما ينعكس على الطفل بالدرجة الأولى، إذ لو تم إخبار المسؤولين بها، لاتخذوا احتياطاتهم واختاروا للطفل المؤطر الأنسب. وأعضاء المجموعة المناسبين، الذين سيساعدونه على تجاوز المشكل. وأعطي مثالا لبعض الحالات، التي اعترضتنا في مخيم هذه السنة، إذ وجدنا صعوبة في انسجام أحد الأطفال مع باقي المستفيدين من التخييم، ولما حاولنا إرجاعه إلى أسرته لاذ بالفرار. إلا أننا تمكنا من إفشال محاولته للهرب، وسلمناه لوالديه لنكتشف بأنه يتابع علاجه مع طبيب نفساني وهو ما لم نخبر به من قبل. من هنا أقول أنه لا ينبغي للآباء أن يفكروا في المخيم بنية التخلص من الابن لمدة معينة، بل يجب التعاون من أجل مساعدة هذا الابن على تجاوز معاناته وتحسين سلوكه. أما في الحالة التي لا يكون فيها الآباء على علم بالاضطرابات، التي يعاني منها ابنهم، فإننا كلما لاحظنا بعض السلوكات الشاذة عند الأطفال نعد تقريرا في الموضوع ونقدمه للآباء من أجل المتابعة. ونحن نقبل بعض الحالات التي ينقصها الاندماج الاجتماعي ونحاول قدر المستطاع مساعدتها. وعموما الحرث عملية متعبة والزرع عملية سهلة وجني الثمرة يحتاج إلى صبر، لذلك نحاول بتنظيم المخيمات زرع بذور الخير، وهي بمثابة سلوكات إيجابية في الطفل تظل مركزة لمدة خمسة عشر يوما، والتي يقضيها الطفل في المخيم، لذلك يجب على الآباء أن يرعوا تلك البذور لمدة طويلة حتى يتحقق الهدف التربوي من المخيم. سعيد بورحي رئيس رابطة الأمل للطفولة والرئيس الوطني لجمعية الرسالة للتربية والتخييم (تضم 30 فرعا موزعا على ربوع المملكة