نظم القسم العلمي في هيئة علماء المسلمين دورة تأهيلية لإعداد الأئمة والخطباء والدعاة، والتي لاقت إقبالاً كبيراً من قبل الطلاب والطالبات على حد سواء. وتعود الأسباب لفتح هذه الدورة إلى تعرض الكثير من الائمة والخطباء إلى الاعتقال، حيث تجاوز عدد المعتقلين منهم ال 100 معتقل، وهذا يعني أن مائة مسجد في العراق الآن بحاجة إلى إمام وخطيب، بالإضافة إلى حملة الاغتيالات التي طالت الكثير منهم في الفترة الأخيرة، فضلا عن حملات المضايقات والمداهمات التي أضعفت دور المسجد في هذه الفترة الحرجة التي يمر منها العراق الجريح. ولقد تم وضع منهج علمي في هذه الدورة التأهيلية، والذي يتناسب مع هاته المرحلة من الإعداد العقائدي والعلمي والأخلاقي، والذي يدفع بالمشاركين إلى تحمل المسؤولية، حيث تضمّن المنهج الدراسي المواد التالية: العقيدة التلاوة النحو فقه العبادات فقه المعاملات الحديث التفسير ثقافة إسلامية أصول الفقه أسلوب الخطابة... وتولى التدريس فيها عدد من المشايخ المعروفين بغزيرعلمهم، منهم الشيخ الدكتورحارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، والشيخ عدنان العاني والدكتور اسماعيل البدري، والدكتورعبد المنعم الهيتي وغيرهم. وقال الشيخ صديق بكر السامرائي، إمام وخطيب جامع نداء الله : قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، أي أن العلماء هم الذين يخشون الله لأنهم عرفوا الله عن علم ودراية، والحقيقة نحن أتينا الى هذه الدورة وكنا نعلم بأنها خاصة بالائمة والخطباء، وعلى رغم المتاعب الأمنية من فقدان الأمن والمشاكل الاقتصادية، التي يواجهها العراقي في بلده العزيز، على رغم كل هذه الأمور والعراقيل والمتاعب، فإننا أتينا بغية طلب العلم وامتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة. كما أن المرأة العراقية استفادت من هذه الدورة التأهيلية لإعداد الأئمة والدعاة، بحيث كانت النساء تعاني من النقص في الدراسة، وكان يقتصر تعليمهن على حضور خطب الجمعة والحصول على بعض الكتيبات، علما أن المرأة العراقية المسلمة تعاني على كافة الصعد، فهي تواجه تحديات كبيرة في دينها وفي عفتها وفي بيتها، فالآن يجب على المرأة المسلمة أن تكون مجندة بسلاح الثقافة الإسلامية، حتى تستطيع مواجهة التحديات..