قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا، إن "الخطر الذي يهدد سوريا، حاليا ليس التقسيم ولكن التحول إلى صومال جديدة بسقوط الدولة وأن النفوذ الإيراني هناك أقوى من الروسي" . وكان الإبراهيمي يتحدث، يوم الأحد 22 ماي 2016، في محاضرة بمجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري) تحت عنوان "الثورات العربية.. حقيقة، سراب، أم مؤامرة". وتابع الدبلوماسي الجزائري الأسبق، قائلًا "باعتباري أعرف حقائق في الواقع السوري لم يصلها الإعلام (…) ما أخشاه اليوم على سوريا ليس خطر التقسيم وإنما الصوملة (نسبة إلى الوضع المنهار في دولة الصومال) أي تنهار الدولة ويسيطر أمراء العصابات على الأرض". واستطرد قائلًا "الأمل الوحيد حاليا، في التقارب الأمريكي الروسي حول الأزمة، لأن العمل بين السوريين أنفسهم لم يأت بثمار كما أن الدائرة الأخرى وهي العمل العربي حول الأزمة لم ينجح"، بحسب قوله. وألمح الدبلوماسي إلى مسؤولية رئيس النظام السوري عن الأزمة بالقول "بشار الأسد، أطل على الجميع في خطاب العام 2011 مع اندلاع موجة مايسمى الثورات العربية، ينصح الحكام العرب بأن يتعاملوا بمرونة مع الاحتجاجات في بلدانهم، وألا يستعملوا القوة لكنه لجأ إلى القوة المفرطة مع اندلاع مظاهرات محدودة في مدينة درعا". وأودى الصراع في سوريا، الذي بدأ في مارس 2011، بحياة مئات الآلاف، وشرّد الملايين من منازلهم، وأثار أسوأ أزمة لجوء في العالم كما أتاح لمتشددي تنظيم "داعش" الإرهابي فرصة السيطرة على أراض واسعة، والانطلاق منها لشن هجمات في أماكن أخرى. وبشان موجة ما يسمى ثورات الربيع العربي قال الإبراهيمي "الربيع العربي إذا كان ثورة فهو ثورات عديدة وإذا كان سرابا فيختلف لونه من بلد إلى آخر وإذا كانت مؤامرة فهي مؤامرات عدة حيكت بطرق مختلفة". وأوضح "أن هذه الأحداث جاءت كصوت للشعوب بمطالب مشروعة بسبب التضييق من قبل الحكام (…) وفيها لمسات الثورة وفي بعض أوجهها الكثير من الأوهام السرابية وفيها من التآمر والتدخل الخارجي السافر الكثير في بعض أقطارنا العربية". وانتقد المتحدث تمدد إيران في المنطقة بالقول "الثورة الإيرانية عام 1979 بدت في أول مرة أنها إسلامية شاملة لكن سرعان ما تحولت إلى ثورة شيعية متطرفة في أوجه كبيرة منها، وقادت إلى الحروب الحالية بين السنة والشيعة". وأوضح الإبراهيمي، أنه "لا عجب أن يمارس الإيرانيون نفوذا في لبنان، ويحكمون العراق بشكل يفوق النفوذ الأمريكي ويحكمون في سوريا أكثر من النفوذ الروسي". كما انتقد التدخل الأمريكي في العراق بالقول "واشنطن أسرعت بتسليم ما تبقى من العراق إلى النفوذ الإيراني، عن طريق تسليم السلطة للميليشيات الأكثر ارتباطا بإيران (..) والآن الإيرانيون يمارسون نفوذا في اليمن، ويتدخلون في البحرين والجهة الشرقية في السعودية".