يحل اليوم 10 غشت ويحل معه اليوم الوطني للمهاجر، لتعزيز ارتباط جاليتنا المقيمة بالخارج ببلدها وهويته وقيمه التاريخية والحضارية، والمقدر عدد أفرادها بثلاثة ملايين مواطن، موزعين على مختلف بلاد المعمور، ويساهمون في نشاط البلدان التي يقيمون فيها كما يساهمون في تنمية اقتصادهم الوطني ويساهمون في تمثيل هويتهم الحضارية المغربية. ويشكل اليوم الوطني للمهاجر مناسبة لمعانقة هموم هذه الفئة ومعرفة أوضاعها وكذا فتح المجال للاستفادة من خبراتها وطاقاتها المادية والمعنوية. التجديد من جهتها حاولت الاقتراب من هموم المهاجرين فالتقت ببعضهم، ووقفت فعلا على أن لهم هموما يجب أخذها بعين الاعتبار، كما أن لهم اقتراحات للنهوض بهذا البلد والذود عن وحدته الترابية وسمعته التاريخية. وتختلف مشاكل الجالية بين ما هو قانوني واجتماعي وإداري. ولم تنج فئة من مهاجرينا من انعكاسات الأحداث الإرهابية التي عرفتها بعض الدول المضيفة وخاصة منها إسبانيا، إذ أصبح المغربي فيها حسب شهادة أحد المقيمين يتهم بمجرد سماع اسمه، وأصبح من يحمل اسم محمد وسعيد وعبد السلام وغيرهم منبوذا من قبل فئات من الشعب الإسباني الذي كان إلى حد قريب يحترم جديتهم وحزمهم في العمل. وفي الجانب القانوني تضطر بنات المغاربة إلى الاختيار بين حلين أحلاهما مر إما متابعة الدراسة أو الانقطاع عنها أو الاكتفاء بمجرد المراسلة، وفي مجال العمل يدفع القانون الجائر العديد من المحجبات إلى مغادرة وظائفهن أو البحث عمن يقبلهن في القطاع الخاص، وهو أمر بالغ الأثر في نفوس من اقتنعن اقتناعا دينيا وعقائديا بهذا الأمر الرباني فينتابهن الشعور بالاستضعاف والظلم والقهر في بلدان ملأت الدنيا حديثا عن حرية الإنسان وحقوقه، ويناضل الكثيرون فيه في تمتيع الشواذ بكامل ما يطالبون به من حقوق، تحكي إحدى الأمهات المقيمات بفرنسا أن ابنتها تنزع الحجاب عند دخول باب المدرسة لتعيده بعد الخروج منها، فيما اختارت خطيبة ابن هذه السيدة المقيمة بفرنسا أن تتابع دراستها في الباكلوريا بالمراسلة لكي لا تنزع حجابها. ولم يشفع لها كون أمها فرنسية الأصل والجنسية أن تنعم بحريتها الدينية في بلد كان يقتدى به في مجال الحريات. وتعترض المهاجرين مشاكل إدارية حين دخولهم إلى أرض الوطن، إذ يأتون وكلهم أمال للاستثمار في بلدهم ليصطدموا بمن يطفئ فيهم هذه الجذوة، ويرى فيهم بقرة حلوبا يبالغون في استنزافها واستغلال قصر مدد عطلها لمزيد من الابتزاز، كما لم يفت البعض منهم التنويه بالتحسينات التي عرفتها بعض الخدمات في مدنهم.