تحل اليوم 16 ماي2016 الذكرى المئوية لتوقيع اتفاقية سايكس-بيكو التي تنص على اقتسام أراضي السلطنة العثمانية (1516-1924)، خاصة العراق وبلاد الشام، مع ظهور مؤشرات انهيار السلطنة؛ إثر تطورات الحرب العالمية الأولى (1914-1918). ومعلوم أن فرنساوبريطانيا أعدتا هذه الاتفاقية سرا بالتواطؤ مع روسيا، في الوقت نفسه الذي كانت فيه بريطانيا تتفاوض مع شريف مكة حسين بن علي لمنح الاستقلال للولايات العربية الواقعة ضمن السلطنة العثمانية بعد إعلانها الثورة على العثمانيين أملا في تحقيق الاستقلال. وتم التوصل إلى هذه الاتفاقية بين نونبر عام 1915 وماي عام 1916 من خلال مفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ونظيره البريطاني مارك سايكس، وتم تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنساوبريطانياوروسيا القيصرية بشأنها آنذاك. لكن وصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917 أتاح الفرصة للكشف عن الاتفاقية، مما أثار غضب الشعوب التي تمسها، وأحرج فرنساوبريطانيا. ويرى الباحث السويسري في العلوم الإسلامية ماوروس راينوفسكي في تعليق على مئوية سايكس بيكو أن سبب استمرار إثارة هذه الاتفاقية المشاعر في العالم العربي هو كونها "شكلت رمزا للنظام الجديد المعقد والمتشعب في تلك المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى".