من رحم المعاناة اليومية التي يعيشها مرضى القصور الكلوي بالعرائش المنكوبة, تتصاعد آهات الألم وشعور بالتيه وعبتية القدر , الذي يُحتم عليهم مقاومة هذا المرض المزمن وتكاليفه المرهقة إقتصاديا وإجتماعيا ونفسيا…من جهة وتعنت بل دنائة وخسّة البعض , في إقبار أمل طال إنتظاره لينقد العديد من المسجلين في لوائح إنتظار الموت التي عجت بمن أنهكتهم تكاليف العلاج ولا مبالاة المتدخلين الأوصياء على تدبير مركز التصفية الكلي من جهة أخرى, خصوصا وأن المركز قد إستفاد من تمويلات عمومية وخاصة هائلة مكنته حسب ما تناها إلى علمنا, لتوفير كل المتطلبات التقنية والطبية واللوجستكية … فلماذا ولما الإنتظار ؟ أو لم يحن بعد موعد تخليص طوابر المحكومين بالموت من معاناتهم وشقائهم هم وعوائلهم مع هذا المرض الذي يرفض منطق التأجيل أو التأويل …؟الا يكفيكم المتاجرة بنا في مزادتكم وسوق نخاستكم النجسة؟ إن المتتبع لهذا الشأن يفقد صوابه عندما يعي فيستوعب مبررات التأخير التافهة, و اللامسؤولة التي لا تتعدى أن تكون مجرد صراع مواقع وإمتيازات بل إنها في الغالب تفاهات بروتوكولية غير مأنسة, بعيدة كل البعد عن مصالح هذه الفئة الإجتماعية التي تعاني بشدة وصمت. فهؤلاء التي إختراتهم الأقدار ليكونوا أرقاماً في قوائم انتظار أحكام الموت البطيء والالم الفضيع… لم يعودوا قادريين على المقاومة والإستمرار وتذوق الحياة , حيث يُصبح الموت شبح يُطاردهم , يُحاصرهم , يعادهم من كل صوب وحدب , يُمرغ كبرياء الانسان و كرامته في المياه الآسنة لهواجسكم المنحلة أخلاقيا …..فمنهم منْ ملّ منطق الوعود ونقض العهود , فكم من المواعد ضربت لهم دون وفاء كأن لاوطن ولا انتماء لهم لهذا البلد ؟؟؟ فكفاكم تلاعبا بالحق في الحياة ..وإلى المجتمع المدني والسياسي أُفِ ثم أفِ لكم ومن توابعكم…ألا تستحق هذه القضية أن تقام لها الدنيا ولا تقعد كما تفعلون لأتفه الامور المدفوعة الاجر …افِ ثم أُفِ لكم… لهذا نقول بإسمهم من أنتم أيها الحاقدون على الانسان ؟ وما هي دوافعكم لتقرروا إعدام أملنا في الحياة والبقاء؟ لم يعد الخيار متاحا إلاّ محبة الله ليعجل لُقياه لنشكوا له عن دُنياكم وملهاتكم وجشعكم المفرطة في افراطها..؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل