كشفت هيأة الدفاع عن المتهمين المشتبه في علاقتهم بتفجيرات الدارالبيضاء الأخيرة عن وجود ما سمي لغزا في قضية 16 ماي. إذ اتفق عدد من عناصر هيأة الدفاع، خلال جلسة مساء أول أمس وصباح أمس بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، التي خصصت للاستماع لمرافعات النيابة العامة والدفاع في عدد من المجموعات المشتبه في تورطها في الأحداث الإرهابية الأخيرة، على إثارة موضوع التقرير الذي أنجزه مختبر الضابطة القضائية بخصوص المتفجرات التي استعملت ليلة 16 ماي، حيث إن هذا التقرير كشف عن أن هذه المتفجرات هي أقوى بكثير من تلك التي ضبطت بعدها عند المتهمين، وأنها لا يمكن أن تصنع بمواد من قبيل التي تم حجزها فيما بعد. وزاد أحد عناصر هيأة الدفاع أن "هؤلاء الشباب المتهمين ليست لهم مؤهلات كافية لصنع متفجرات بتلك القوة" التي أحدثتها انفجارات السادس عشر من ماي الماضي، مضيفا أن موضوع المتفجرات هذا يدخل القضية في "مسألة شك وتخمين"، وفي لغز يظهر أن هناك "أشياء أخرى خفية ستكشف عنها الأيام مستقبلا". وعبر المتحدث نفسه عن خشيته من "أن تكون هناك أياد خفية لم يستطع جهاز الأمن الوصول إليها أو أنه تم ضبط شبكات خارجية، لكن لضرورات أمنية لا يمكن التصريح بها حاليا"، مؤكدا في هذا الصدد، أن هذا اللغز كفيل بأن يحله مستقبلا الجهاز الأمني، "فهو والحمد لله، يقول المتحدث، من أقوى وأحرس الأجهزة الأمنية في العالم العربي". وكانت نتائج البحث التمهيدي الذي قامت به الضابطة القضائية وصل إلى أن المدعو عبد الفتاح بوليقضان، الذي كان بين الانتحاريين الذين فجروا ذواتهم أمام فندق فرح، مسؤولا عن صنع متفجرات انطلاقا من مواد أولية حجزت في محل تجاري تملكه والدته، كما حجزت مصالح الأمن بمنزل محمد العمري أيضا بيانات ونسب المقادير المستعملة في صنع المتفجرات وألعاب نارية وقنينات إطفاء الحرائق، وقنينات الغاز وقنينات أخرى تحتوي على مواد أولية قابلة للانفجار. لكن الخبرة التي قامت بها الضابطة القضائية فيما بعد بتحليلها لعينة من المتفجرات التي وجدت أمام فندق فرح ليلة الحادث وصلت إلى أن مفعولها أقوى من أن يكون من صنع مواد كالتي حجزت عند المتهمين بعدها. من جهة أخرى أجلت هيأة محكمة الاستئناف بالبيضاء البت في ملف الانتحاريين الثلاثة وهم: محمد العمري ورشيد جليل وياسين الحنش إلى غاية الإثنين المقبل، مثلما أجلت البث مساء أول أمس في مجموعة المدعو المختار باعود، الذي كان موضوع مذكرة بحث وطنية، اعتقل بعدها بتهمة تكوين عصابة إجرامية والمس بسلامة أمن الدولة الداخلي بارتكاب أفعال الغرض منها التخريب والتقتيل والمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في الإيذاء العمد المؤدي إلى العاهة المستديمة. يونس البضيوي