بعد أن تخلف عن حضور جلسات محاكمته ابتدائيا، شوهد، صباح أمس الثلاثاء، رشيد نيني، مدير نشر يومية "المساء"، ببهو محكمة الاستئناف الابتدائية لحضور أولى جلسات مرحلة الاستئناف في الملف رقم 3783 الذي يتابع فيه بتهمة نشر خبر زائف والتشهير. وقد أرجأت أمس محكمة الاستئناف بالدار البيضاء النظر في قضية رشيد نيني والصحافي سعيد لعجل، المتابعين بجنحتي القذف والتشهير، إلى يوم 29 دجنبر الجاري لإفساح المجال لمرافعات الدفاع. وانطلقت أولى جلسات مرحلة الاستئناف على التاسعة والنصف من صباح أمس، عندما نادى القاضي على مدير يومية "المساء" والصحافي سعيد لعجل وذكرهما بالتهم الموجهة إليهما، قبل أن يطلب منهما أخذ استراحة، ليشرع، قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف، في توجيه أسئلة إليهما تتعلق بخبر نشر في العدد 935 بيومية "المساء"، يشير إلى أن بارون المخدرات الملقب ب"طريحة" أدلى بتصريحات خلال التحقيق ألمح فيها إلى تورط شخصية في وزارة العدل، وهدد بالكشف عن مسؤول نافذ بوزارة العدل، يتهمه بأنه كان يسهل له مأموريته في تجارة المخدرات. ولم تخل جلسة أمس من طرائف، إذ ظل القاضي يخاطب الزميل رشيد نيني، مدير نشر يومية "المساء"، ب"آسي رشيد" كلما هم بتوجيه أسئلة إلى المعني بالأمر، وعندما طفق مدير نشر" المساء" في الدفاع عن نفسه، مشيرا إلى وجود جهات ما تحاول تغيير مجرى التحقيق، فعوض أن يتم الاستماع إلى المسؤولين الذين يتهمهم بارون المخدرات "طريحة" بمساعدته في تجارة المخدرات، تم تحريك المتابعة في حق الجريدة لأنها نقلت كلام المتهم وجزءا من تصريحات سبق أن أدلى بها للمحققين. وقال مدير نشر "المساء"، ردا على سؤال وجهه إليه وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، إنه قام بعمله الصحفي واعتمد مصادر موثوقة في نشر خبر اعتبر أنه لا يشكل خطرا على الدولة أو المجتمع ولا يمس أي مسؤول في وزارة العدل. وتدخل القاضي ليقول مخاطبا مدير نشر "المساء"، بالقول: "لقد أصبح لديك صوت جيد الآن"، مما أغرق القاعة في الضحك. ونفى الصحافيان سعيد لعجل ورشيد نيني التهم الموجهة إليهما نفيا قاطعا، وقال نيني إن الأسماء التي أدلى بها بارون المخدرات "طريحة" للمحققين نشرت في صحف أخرى وفي أحد أعداد مجلة الشرطة التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، دون أن يتم تحريك المتابعة في حق الصحف التي نشرت الخبر أو في حق مجلة الأمن، وهو ما اعتبره استهدافا لجريدة "المساء"، على حد قوله. وكانت الغرفة الجنحية بمحكمة القطب الجنحي بعين السبع بالدار البيضاء قد قضت بالحبس النافذ في حق رشيد نيني مدير جريدة "المساء" لمدة 3 أشهر وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم، فيما قضت الغرفة ذاتها بشهرين حبسا نافذا في حق سعيد العجل، الصحافي بنفس الجريدة، وغرامة مالية محددة في 30 ألف درهم بعد الدعوى القضائية التي تقدمت بها النيابة العامة ضدهما على خلفية مقال نشر بالجريدة في عدد سابق حول فرضية تورط شخصية مهمة في وزارة العدل في ملف "طريحة". وكانت "المساء" قد أشارت إلى أن بارون المخدرات الملقب ب"طريحة" فجر قنبلة جديدة من العيار الثقيل عندما أثار، أثناء التحقيق معه، اسم شخصية نافذة في وزارة العدل، مما جعل النيابة العامة تحرك المتابعة في حق مدير الجريدة والصحافي سعيد العجل.