تستدعي طبيعة العلاقة التي تجمع بين فصائل مشجعي أندية البطولة الوطنية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني الكثير من تأمل، ففي الوقت الذي كانت حوادث العنف والشغب في وقت سابق ترتبط بمواجهات بين جمهور فريقين مختلفين، باتت اليوم تأخذ شكل "حرب أهلية" بين أنصار الفريق الواحد، ففي حالة أحداث السبت الأسود الذي خلف ثلاثة وفيات وعشرات الجرحى في صفوف جمهور الرجاء البيضاوي، اندلعت المواجهات بين فصيلين من أنصار الفريق الأخضر هما « إيغلز» و « غرين بويز» بسبب خلاف حول طريقة الاحتفال بالذكرى ال 67 لميلاد النادي، غير أن مقربين من جمهور الرجاء البيضاوي أوضحوا أن الخلاف الأخير كان مجرد القطرة التي أفاضت الكأس، لأن جذوة الخلاف بينهما تعود لمدة طويلة وكان يطفو على السطح بين الفينة والأخرى حسب تغير الظروف، وفق المعلومات استقتها "التجديد" من مصادرها، فقد سبق وأن نشبت اشتباكات بالأيدي وبالحجارة بين المجموعتين في أكثر من مناسبة في محيط مركب محمد الخامس، حتى اضطرت السلطات الأمنية في بعض الأحيان التفريق بينهما في المدرجات مما دفع أنصار الرجاء البيضاوي لترديد "مكانة مهمومة علاش خليتوها مقسومة". حالة مشابهة عاشها جمهور نادي المغرب التطواني بين الفصيلين الأساسيين «لوس مطادوريس» و «سيمبري بالوما» شهر نونبر العام ما قبل الماضي (2014) في مدينة فاس، بعدما تحول خلاف في الآراء حول الموقف من المكتب المسير للنادي، إلى مواجهات تراشقا فيها محسوبون على الفصيلين بالحجارة والقارورات والوسائل الحادة، واستمر الخلاف بين المجموعتين ليتطور إلى "حرب شوارع" في أزقة مدينة تطوان، ومن أجل رأب الصدع بين الطرفين تدخل حكماء المدينة لدى أصحاب الرأي داخل المجموعتين دون جدوى، كما أن تدخل السلطات الأمنية على الخط واعتقالها بعض الأعضاء البارزين من كلا المجموعتين وتقديمهما إلى القضاء لم يضع حدا للأزمة، حيث استمرت ظاهرة سرقة منتوجات ولافتات كلا المجموعتين سواء داخل ملعب سانية الرمل أو خارجه في مدن أخرى، حتى اضطر رجال الأمن في بعض المباريات الفصل بين المجموعتين بحزام أمني وحواجز حديدية، ورغم توقيع الفصيلين عقد صلح في أكثر من مناسبة إلا أن شرخ الخلاف سرعان ما يعود لطبيعة العلاقة بينهما التي تتراوح بين القطيعة الودية و الحرب. وحسب بعض العارفين بخبايا الألتراس فإنه يمكن تفسير الصراع بين المجموعات المنتمية لنفس الفريق، بسببين رئيسيين أولهما خلاف "الشرعية التاريخية" فبالنسبة لفصيلي الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني يتقاسمان في هذه النقطة، فبالنسبة للفريق الأول فإن مجموعة « غرين بويز» تأسست عام 2005 فيما أعلن عن تأسيس ألترا « إيغلز» في السنة الموالية، نفس الشيء بالنسبة للفصائل المساندة لفريق الحمامة البيضاء، فإن فصيل «لوس مطادوريس» كان سابقا في الميلاد على «سيمبري بالوما» بسنة واحدة، الأول عام 2005 والثاني في 2006. أما ثاني الأسباب الرئيسية التي يمكن اعتبارها من مضاعفات الخلاف بين الفصائل المؤازرة لفريق واحد، فتتمثل في اختلاف الآراء حول تدبير طريقة الاحتفالات أو الدخلات في بعض المباريات الهامة، أو في تباين المواقف من المكتب المسير للنادي أو الرئيس بين موالاة مجموعة ومعارضة أخرى، كما يمكن أن ينشب الصراع الذي قد يتطور إلى مواجهات دامية بسبب تدخل الفصائل في التدبير الداخلي للنادي مثل الضغط على المكتب المسير لإقالة المدرب أو طرد لاعب أو مطالبة الإدارة بالرحيل كما حدث بين فصائل تطوان والرجاء في مناسبات عديدة.