شكلت ظاهرة أطفال الشوارع محور أشغال ندوة تكوينية نظمت يوم الأربعاء الماضي بالدار البيضاء لفائدة الوسطاء الاجتماعيين، تهدف إلى التحسيس بخطورة هذه الظاهرة والخروج بتصور حول السبل العلاجية والوقائية. ويستفيد من هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين بتعاون بين جمعية بيتي وولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى بالمركب الاجتماعي عمر بن الخطاب بالدار البيضاء، اثنان وأربعون من موظفي عمالات مقاطعات وأقاليم ولاية الدارالبيضاء الكبرى. وتروم هذه المبادرة إلى جانب التحسيس بإشكالية أطفال الشوارع، القيام بمقاربة ميدانية لهذه الظاهرة الاجتماعية، حيث توزع المشاركون على ورشات عمل للانكباب على دراسة هذا الموضوع من مختلف جوانبه. وقدمت السيدة نجاة أمجيد، رئيسة جمعية بيتي، خلال الجلسة الافتتاحية عرضا حول إشكالية أطفال الشوارع، مسجلة أن هؤلاء الأطفال يتمركزون في عدة أماكن منها بصفة أخص الميناء وسوق الجملة ومحطة نقل المسافرين والعمارات المهجورة، حيث يمكثون ما بين 18 و24 شهرا. وعزت السيدة أمجيد أسباب هذه الظاهرة على الخصوص إلى الهجرة القروية والفقر والعنف والاستغلال الاقتصادي، مضيفة أن هؤلاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و18 سنة، لهم مستوى دراسي بسيط أو أميون. وأكدت على ضرورة العمل لإيجاد حلول لهذه الظاهرة الاجتماعية السلبية، مشيرة إلى أنه يجب التركيز على محورين، أحدهما وقائي، والآخر علاجي، يحتمان معا القيام بمقاربة مندمجة بالتشخيص الدقيق للظاهرة وتحديد الحاجيات وتوفير الفضاءات الضرورية لاستيعابهم ومحاولة إدماجهم في الحياة المجتمعية. وأضافت أن هذه المناظرة التكوينية تشكل النواة الأولى لوسطاء اجتماعيين توكل لهم مهمة الانكباب على تتبع موضوع ظاهرة أطفال الشوارع بشراكة تقاربية مع مختلف الأطراف المعنية بهذه الظاهرة. ومن جهة أخرى، ركز محمد الضريف، ومحمد ساجد رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء في كلمتيهما على أهمية هذه المناظرة والمحاور التي ستتدارسها، معبرين عن استعدادهما لدعم مهام الوسطاء الاجتماعيين. كما نوه المسؤولان بالعمل الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني كشريك فاعل في تطوير العمل الاجتماعي. وقد حضر افتتاح أشغال هذه المناظرة عمال عمالات مقاطعات درب السلطان الفداء والحي الحسني والبرنوصي والمنتخبون وعدة شخصيات. و. م. ع