إن الشهادة المدرسية هي مقياس النجاح للطالب والمدرسة على حد سواء، ومن المهم أن تتوفر الثقة بهذه الشهادة من الطالب وأولياء الأمور، وأصحاب العمل، بحيث تكون مؤهلات الخريج ذات علاقة بحاجات الوطن في وضعه الحالي والمستقبلي أسوة ببلدان أخرى. من هنا تظهر أهمية وجود نظام لضبط الجودة يهدف إلى توفير الثقة بالشهادة المدرسية، ولا يتحقق ذلك إلا بوجود معايير وطنية يتم قياسها بدقة. إن الالتزام بالجودة يعنى بتطوير جوانب العملية التقويمية جميعها، وبالتالي تطوير الشهادة المدرسية، مما يؤدي إلى إظهار أهمية هذه الشهادة. وتعرف الجودة بأنها تلبية حاجات المستهلك (الزبون) أو مناسبة الشيء للهدف الذي وضع لأجله، وضمن هذا التعريف يجب الأخذ بعين الاعتبار الآتي: أولا: جودة التصميم (تصميم نظام ضبط الجودة)، الذي يصف كيفية تصميم منتوجات تلبي حاجات المستهلكين، وتؤخذ بعين الاعتبار عند القيام بالتصميم الأمور التالية: تطوير ما يتناسب مع الحاجات، مثل (الأفكار المقترحة، والمواصفات، والأساليب، والمواد ، والإجراءات، والأشخاص، والتدريب ... إلخ) والتأكد من تلبية الحاجات المجتمعية وفقا للتصميم المقترح. ثانيا: جودة التطبيق (تطبيق نظام ضبط الجودة) للتصميم السابق، بحيث إن هذه الخدمة تطابق التصميم باستمرار. وفي الأمرين السابقين كليهما يجب التأكد من أن الشيء الصحيح يطبق بالطريقة الصحيحة من المرة الأولى، مما يستوجب وجود معايير يسعى الجميع لتحقيقها مع ملاحظة أن المعيار المثالي ليس بالضرورة هو الأنسب، والأهم أن نسعى لمناسبة المعيار للهدف. وعندما تكون الخدمة جديدة، يحتاج التصميم إلى التعديل بعد اختبار وتقييم الخدمة، وفي هذا الإطار يجب التمييز بين مستويين من مستويات ضبط الجودة، يتعلق المستوى الأول بضبط الجودة في المؤسسات التعليمية، ونعني بها مدى مطابقة مخرجات التعليم للأهداف والمعايير الموضوعة. بينما يتعلق المستوى الثاني بضبط الجودة في المؤسسات التعليمية، ونقصد بذلك كل نظام على مستوى محلي، أو جهوي أو وطني يوفر الثقة في شهادة ما بضمان الأداء وتحقق المعايير. ويبين الشكل (1) الهدف المتوخى تحقيقه بتطبيق نظام ضبط الجودة في التقويم: ضبط جودة التقويم للشهادة المدرسية إن تعريف الجودة بأنها تلبية الاحتياجات المتفق عليها هو تعريف أساس لتحقيق معيار عال من التقويم في التربية والتكوين، وبالتالي زيادة الثقة في الشهادة المدرسية. يعتمد نظام ضبط الجودة للشهادة المدرسية على المبادئ التي تم تقديمها سابقا، وهي جودة التصميم أو جودة التطبيق. ويرمي هذا الضبط لتحقيق الأهداف التالية: تطوير نوعية التقويم في ما يتعلق بالشهادة المدرسية. زيادة ثقة أولياء الأمور وأصحاب العمل بقيمة الشهادة المدرسية. تطوير أداء الطالب من خلال اعتماد معايير محددة. زيادة الموضوعية في التقويم. استخدام التقويم بفاعلية لضمان تحسين معايير التعليم. استخدام إجراءات التقويم لتطبيق معايير موحدة ومتوافقة بين المدارس. تطبيق إجراءات تقويم موحدة ومتوافقة بين المدارس. إجراءات تطبيق نظام ضبط الجودة وقصد التصميم الأمثل لضبط الجودة في نظام التقويم لا بد من التقيد بالمراحل التالية ومقتضيات كل مرحلة: المرحلة التحضيرية، وتتضمن الآتي: التخطيط: ويعنى ببناء خطة متكاملة لتنفيذ التغييرات المطلوبة. التدرب على بناء الاختبارات التحصيلية بالطريقة العلمية. إحداث التغيير المطلوب بصورة تدريجية. تعريف المعنيين جميعهم بنظام ضبط الجودة في عملية التقويم. مرحلة التنفيذ والمتابعة وتقتضي القيام بما يلي: تدريب الفريق المعني على تنفيذ إجراءات النظام. البدء بالتنفيذ الفعلي في المدارس ضمن خطة زمنية محددة. متابعة عمل الفريق المنفذ. مرحلة التقويم وتتضمن الآتي: تقويم نتائج البرنامج. مراجعة فاعلية البرنامج. اتخاذ الإجراءات اللازمة. أهمية نظام ضبط الجودة ولا يخفى على المهتم اللبيب أهمية اعتماد نظام ضبط الجودة في التقويم، و يمكن حصرها في النقط التالية: وصول خدمة معينة إلى مستوى متميز وتقليل احتمالية الخطأ. تمييز مؤسسة ما بسمعة ومستوى عال من الأداء. التأكد من أن نظام التوثيق يمكن مراقبته والتحقق منه، بحيث يمكن المؤسسة من التطور. استمرارية التقويم للخدمة أو المنتوج داخليا وخارجيا مما يمكن من تطوير النظام ضمن المستوى المطلوب. تقليل التكاليف والجهود المبذولة في العمل. تفعيل نظام العمل في المؤسسة بما يخدم تحسين خدمات منتجات المؤسسة. تصميم نظام الجودة يهدف تصميم نظام ضبط جودة التقويم إلى: تحديد معايير التقويم. تحديد أدوات التقويم. تعريف المعنيين في نظام ضبط الجودة. الحصول على التغذية الراجعة لتطوير نظام ضبط الجودة. تطوير الجودة إن متطلبات الأنظمة التعليمية لا تبقى ثابتة، فأولياء الأمور وأصحاب العمل والحكومات تسعى دائما إلى التطوير في الخدمة العامة. والتعليم عمل له متطلباته ويتغير باستمرار، وهناك قول بأن القدرة على تلبية حاجات الزبائن المتغيرة أمر حيوي لهذه الخدمة. وتمثل المبادئ الآتية طريقة تطوير الجودة، وتظهر كدائرة مستمرة لا تنتهي كما هو مبين في الشكل (2): من المفضل استخدام مبادئ تطوير الجودة المستمرة في كل يوم عمل. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تطبيق الآتي: العمليات التي تدعم نظام ضبط الجودة 1 التقويم الذاتي: يتطلب التقويم الذاتي من المؤسسة أن تقوم بفحص عملها كل سنة، وتصدر حكمها على أدائها بالمقارنة مع المعايير المتفق عليها. 2 التدقيق: إن التدقيق عند المؤسسة التعليمية يكون باستخدام عدد من المصادر مثل: تقرير التقويم الذاتي. ملف التلميذ الذي يجب إعادة النظر فيه وتكييفه مع متطلبات ضبط الجودة سجل خاص بضبط الجودة ملفات أخرى ليس هذا مجال تفصيلها. 3 التخطيط التطويري : التخطيط التطويري هو طريقة نظامية لتطوير المدرسة جميعها، وهي تعنى بوضع أولويات لتطوير الأداء في المدرسة. وهنا تظهر فرصة ممتازة ليستخدم فريق ضبط الجودة معلوماته للتأثير على عملية التخطيط التطويري والإفادة منه في تطوير أدائه. 4 حل المشكلات: يعتبر حل المشكلات مطلبا أساسيا للتأكد من أن جميع مراحل عملية التقويم تم تطبيقها حسب المعايير الموضوعة، وهذا يتطلب الآتي: تعريف المشكلة تعريفا واضحا. جمع المعلومات الكافية حول المشكلة. تحليل المعلومات الواردة بحيث يظهر السبب الرئيس للمشكلة. تصحيح الخلل ليتناسب الحل المقترح مع معايير النجاح. التصحيح بما يتناسب مع المتطلبات الحالية. اتخاذ إجراءات احتياطية للتأكد من عدم حدوث المشكلة مرة أخرى. 5 الاتصال: يعد الاتصال أحد المكونات الرئيسة التي تجعل أي نظام ممكنا، فهو الوسيلة التي من خلالها يتبادل الأفراد المعاني والأفكار، علما أن الاتصال الجيد لا يقوم على نقل المعاني فحسب، ولكن على فهمها أيضا، وأن أي فرد لا يمكن أن ينتج دون وعي بمبادئ الاتصال وفهم تقنياته. 6 التقارير والوثائق: يتم الاحتفاظ بها لتوثيق جميع المعلومات المتعلقة بضبط الجودة في التقويم، وتعتبر التقارير المكتوبة إحدى أنواع الاتصال الهامة في نظام ضبط الجودة، وهي تخدم العملية برمتها كما تخدم المعنيين جميعهم بهذا العمل. 7 المتابعة: إن أي نظام جودة بحاجة للمتابعة، ولذلك فنحن بحاجة إلى: نظام لجمع وتحليل المعلومات. قبول المداخلات من جميع المعنيين في ما يتعلق بنظام المتابعة. التوصية باتخاذ قرار. 8 المقايسة: هو نظام خارجي يهدف إلى مراقبة الأنشطة أو العمليات الداخلية بهدف تحقيق تطور مستمر، ويكون هذا بإيجاد التزام لتطوير الأداء، ويمكن استخدامه داخليا لتطوير العمليات الإجرائية، أما عندما يستخدم خارجيا، فيكون الهدف هو المقارنة مع مؤسسة تعمل بصورة دقيقة وفاعلة، وتتميز منتجاتها وخدماتها بالجودة العالية، ولهذا كانت هذه العملية مكونا حيويا لأي برنامج جودة. 9 تقويم البرنامج: هي عملية في غاية الأهمية لمعرفة التغذية الراجعة لجميع المشاركين، ويمكن استنتاجها من المتابعة الحقيقية، وتقييم الذات، واستفتاء الأشخاص المعنيين للتأكد من أن الإفادة التي تم التخطيط لها تحققت، وقد يكون هذا من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية: هل ساعدت الإجراءات في حل المشكلات؟ هل تم استخدام المعلومات بطريقة مناسبة؟ هل حدث تعلم جديد؟ ما الإجراء التصحيحي الذي تم اتخاذه؟ 10 الخطة الزمنية : من خلال تطبيق نظام ضبط الجودة فإن هناك أسئلة هامة يجب طرحها هي: ماذا سيحقق؟ بأي وقت؟ وبأي كلفة؟ ما الأمور الهامة في تطبيق المشروع التي هي بحاجة إلى التصحيح؟ ومتى؟ ما الأمور التي تحتاج إلى متابعة؟ ومتى؟ 11 التحكيم : التحكيم مطلوب في معظم أنواع الامتحانات وأنظمة التقويم، بحيث يوجد أكثر من شخص معني في وضع الأسئلة وتصميمها. والتحكيم هو إجراء للتأكد من أن التقويم المدرسي يطبق بطريقة تتناسب مع المعايير. ويمكن أن يتم تطبيقه بعدة طرائق وأكثر هذه الطرائق شيوعا هي استخدام طريقة (العينة) من شخص ثالث يكون داخل المؤسسة أو خارجها، ويقوم بهذا العمل أشخاص مدربون ذوو خبرات يعملون كأفراد أو ضمن فريق، بحيث يتم أخذ العينة على النحو الآتي: على أجزاء من القسم، أو لمجموعة من الطلبة، أو لمجموعة من الأقسام أو المدارس. م .م.