أعلنت القناة الخامسة الفرنسية أخيرا نبأ وفاة مغربيين في سيارة أحد ممتهني تجارة تهجير المواطنين بطريقة سرية، فيما لم تشر إلى ذلك وسائل الإعلام الوطنية. وتأكد لالتجديد بأرفود أن ضحايا هذه العملية من الجنوب المغربي، حيث عرف صاحب السيارة الذي ينتمي إلى مدينة الريصاني، أما الضحيتان فهما: محمد بن عيسى ومصطفى عمراوي من مدينة الجرف بإقليم الرشيدية. وعن ملابسات هذه الحادثة المؤلمة، اتصلت التجديد بذوي أحد الضحايا الذين أكدوا وفاة ابنهم الذي كان معروفا بالاستقامة والمروءة، بل كان مشهورا بالمرح وخفة الدم. وتتحدث أغلب روايات السكان المحليين عن حدوث اختناق الركاب الذين هيئت لهم أماكن داخل إطار السيارة، أحكم إغلاقها ووضعت عليها حجارة رخامية كانت السبب الأساسي في اختناقهم. كما عزت رواية أحد المتحدثين لالتجديد أن الحادث نتج عن كون اختناق الشباب المهربين ربما جاء نتيجة تأخر الباخرة، واستغراقها وقتا كبيرا بين عباب البحر أو المكوث طويلا عند رجال الجمارك. ولا تمر هذه المناسبة الأليمة دون الإشارة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها جهة تافيلالت، والتي تدفع شباب المنطقة إلى ركوب عباب البحر، وامتطاء قوارب الموت من أجل توفير لقمة العيش وتحسين وضعيتهم المادية. وإذا كان واجبا على الشباب أن يرضى بقدر الله ويجتهد في كسب القوت داخل وطنه، فإن واجب الدولة بالمقابل العناية بشبابها بخلق فرص الشغل ومحاربة البطالة التي كثيرا ما تكون سببا في مثل هذه البلوى التي ولدت تأثرا نفسيا بليغا لدى ساكنة المنطقة. وفي موضوع ذي صلة، أوقفت المصالح الأمنية التابعة لإقليم العيون أيام 21 و22 و23 ماي الجاري 72 مرشحا للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وذكرت ولاية العيون في بلاغ لها أن من ضمن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية الذين تم توقيفهم بمناطق بوكراع والحكونية وفم الواد خمسة أطفال منهم رضيع. وأضاف المصدر ذاته أن عدد المرشحين للهجرة السرية الذين أوقفتهم المصالح الأمنية بالعيون منذ مطلع السنة الجارية ارتفع إلى 2057 شخصا. علي بوبكر