أشاد مسؤول سوري كبير بقوة المواقف الأخيرة التي اتخذتها الحكومة التركية الحالية تجاه ما يسمى إسرائيل، والتقارب اللافت في العلاقات السورية التركية، معتبرا أنها أكثر تقدما من المواقف العربية، وأن المواقف المشتركة لدمشق وأنقرة تجاه ملف العراق شكلت عاملا هاما في تقارب البلدين، في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الإسرائيلية تراجعا ملحوظا. وفي تصريح لإسلام أون لاين.نت الأربعاء، قال أحمد الحاج علي مستشار وزير الإعلام السوري: إقدام تركيا على تحجيم علاقاتها العسكرية مع إسرائيل بدا متقدما على كثير من ردود الفعل العربية والإسلامية، كما أنه جاء متطورا عما اتخذته القمة العربية في دورتها السادسة عشرة الأخيرة بتونس، معتبرا أن سوريا تنظر إلى قرار الحكومة التركية على أنه رد منطقي على ما يقوم به العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين. وكانت تركيا قد ألغت توقيع بعض عقودها العسكرية مع شركات إسرائيلية الأسبوع الماضي، والخاصة بالتعاون العسكري وتصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، بحسب ما أفادت به شبكةإسلام أون لاين.نت. وتزامن ذلك مع انتقادات تركية شديدة للممارسات اليهودية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الجرائم التي ارتكبت ضد مدينتي رفح وغزة من تدمير للبيوت وتشريد لمئات الفلسطينيين. كما انتقد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشدة عمليات الجيش الصهيوني في الأراضي المحتلة، وذلك خلال لقائه مع وزير البنية التحتية الصهيوني يوسف بريتسكي الذي يزور تركيا. ووصف المستشار الإعلامي السوري علاقات سوريا بتركيا الآن بأنها إستراتيجية ومتقدمة، مؤكدا ألا عودة بهذه العلاقات إلى الوراء أبدا؛ لأنها لا تنطلق من اللحظة الراهنة وهي تتقدم الآن أكثر وأكثر. وأشار المستشار السوري إلى قناعة سوريا بأن ما حدث في تركيا من تحول في الداخل جاء نتيجة توجه إسلامي ديمقراطي عبر قيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان. وأضاف أن لتركيا مصالح مع العرب والمسلمين أكثر من مصالحها مع إسرائيل، وأن ما حدث ليس بمعجزة ولكنه اختيار للذات وانسجام معها في حدود قيم هذه الذات وحدود المصلحة التركية نفسها. واعتبر أن تركيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوربي أرادت توجيه رسالة للإسرائيليين بأن الانتماء للاتحاد الأوربي لا يعني أبدا أن إسرائيل صار بإمكانها أن تأخذ مساحة من الحرية في التعامل مع تركيا وأن تقتحم المحرمات في فلسطين أو أي دولة عربية. وفي السياق ذاته قاله رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان لدى استقباله في انقرة، وزير البنى التحتية الصهيوني، يوسف باريتسكي: أنا لا أرى فرقا بين إسرائيل الدولة ومنظمات الارهاب. فكلتاهما تقتلان المدنيين، وذهل الوزير الصهيوني من هذه الاتهامات القاسية، وقبل أن يتفوه بكلمة، أضاف اردوغان قائلا: ما فعلتموه في رفح هو قتل جماعي للفلسطينيين. ومن لم تقتلوه، هدمتم بيته. وفي هذا إرهاب، ولا أجد كلمات أخرى أصفه بها. ورد باريتسكي >نحن نحاول منع تهريب الأسلحة إلى منظمات الإرهاب الفلسطينية. وفي الوقت نفسه نسعى للانسحاب من طرف واحد؛. لكن رئيس الوزراء التركي لم يقتنع بهذه التبريرات. وقال إن على اسرائيل أن تكف عن سياستها المدمرة هذه. ومن جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غول أن أنقرة قد تستدعي سفيرها في الكيان الصهيوني للتشاور خلال الأيام القليلة المقبلة وذلك إثر الانتقادات التي وجهتها تركيا إلى ذلك الكيان بسبب المجازر الصهيونية في الأراضي الفلسطينية.