نظمت تنسيقية جمعيات الرسالة للتربية والتخييم، والشروق الثقافية، وكشافة المغرب، وحركة التوحيد والإصلاح، وشبيبة العدالة والتنمية بتمارة مهرجانا خطابيا وفنيا، وذلك يوم السبت 22 ماي الجاري بمناسبة مرور سنة على أحداث 16 ماي الإرهابية. وعبر ممثلو المنظمات المذكورة، في كلمات لهم بالمناسبة، عن تضامنهم المطلق مع عائلات ضحايا الأحداث الأليمة، مجددين إدانتهم للإرهاب أيا كانت مصادره ودوافعه والجهات المدبرة له. وشددت التدخلات على أهمية المعالجة الشمولية لظاهرة الإرهاب والتطرف، مع التركيز على دور العلماء والمؤسسات التعليمية والأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني في تكريس قيم المواطنة الحقة. ودعا مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بالمدينة، الأستاذ الطاهر النجار، في هذا الصدد، إلى تكثيف جهود ذوي النيات الحسنة من علماء ومربين وإعلاميين وغيرهم لتجنب تكرار ما وقع بالبيضاء، ملفتا الانتباه إلى ضرورة توضيح مجموعة من المصطلحات الشرعية للشباب خاصة، وللمواطنين عامة، حتى لا تختلط عليهم ، ومن ذلك يزيد المتحدث نفسه الإيمان والكفر، والولاء والبراء، ومعنى الجهاد وشروطه وحكمه، وأحكام أهل الذمة، فضلا عن المقصود بالفتوى وشروطها، تجنبا للفوضى في المجتمع. عبد العزيز رباح، الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية، والذي حل ضيفا على المهرجان، طالب بضرورة إعطاء العلماء أولوية قصوى في مناهضة الإرهاب والتطرف، ونشر قيم الوسطية والاعتدال في صفوف المغاربة، مهيبا بفعاليات مدينة تمارة إلى فتح حوارات فكرية مستمرة بهدف تثبيت هذه القيم. وفي إطار استجلائه لبعض أسباب الهجمات التي عرفتها العاصمة الاقتصادية للمملكة، قال رباح إن >هناك أسبابا صنعناها بأيدينا عندما سرقنا أموال الشعب، وفوتنا مناصب لغير أهلها، وصنعنا أشباه الزعماء...<، مضيفا أنه على غرار شعار ما تقيش بلادي لا بد من رفع شعارات من قبيل ما تقيش مستشفيات وأموال بلادي، كما طالب رباح بمزيد من التأطير والتأهيل ضد الفكر المتطرف. وتساءل المسؤول الحزبي عمن له مصلحة وراء العمليات الإرهابية التي تنفذ في العديد من المناطق في العالم، مشككا على سبيل الذكر في قدرة تنظيم القاعدة على امتلاك تكنولوجيا تستطيع من خلالها أن تخترق البانتغون الأمريكي، الذي يتوفر على مجال مغناطسي يرصد تحركات الحشرات الصغيرة جدا بله الطائرات العملاقة. وأشار عبد العزيز رباح إلى أن شعور الولاياتالمتحدةالأمريكية بقرب هزيمتها وسقوطها من أعلى الهرم العالمي، حملها على إثارة العديد من الحروب لترويج منتوجاتها من الأسلحة، وضمان تزويد سوقها بالمواد النفطية بعد أن أحست بخطر نفاذ مخزونها من هذه المادة. وأوضح رباح أن نشر صور تعذيب السجناء العراقيين بسجن أبو غريب جرى بأمر من المسؤولين الأمريكيين، لإذلال العرب والمسلمين، و إظهار مستوى هتك أعراضهم وحرماتهم. ودعا رباح إلى قراءة أفلام كوبوي الأمريكية للتعرف عن قرب على سياسة أمريكا في إعلان حروبها على العديد من القبائل والجهات، بعد أن تكون قد استمالت أفرادا منها (أي القبائل) لتنفيذ عملية ما ضد مصالحهم، مطالبا العقلاء من الأمريكيين إلى أن يعملوا ما بوسعهم للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك لنصرة الحق. وقد شهد المهرجان، الذي نظم تحت شعار الإرهاب لا دين له ولا وطن له إلقاء العديد من الأغاني الفنية التي تخدم الوحدة الترابية وقضيتي العراق وفلسطين، وتندد بالإرهاب الدولي، قدمتها فرقتا بلابل الرسالة، والنور، علاوة على بث فيلم يعرض لصور أحداث 16 ماي ومقتطفات من تصريحات الدكتور أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، والدكتور سعد الدين العثماني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية آنذاك، والعديد من الشخصيات السياسية الأخرى، وكذا تقديم لوحة تذكارية رسمت بريشة الفنان عبد الإله الشبيرا على هامش المهرجان. محمد أفزاز