كثف الملياردير جورج سوروس من انتقاداته للسياسات الدولية للرئيس الأمريكي جورج بوش، قائلا إن الحرب الأمريكية على الإرهاب قتلت أبرياء أكثر من ضحايا هجمات 11 شتنبر 2001 على الأراضي الأمريكية. وقال سوروس يوم الاثنين الماضي إن غزو افغانستان يمكن تبريره، لأن طالبان ساعدت القاعدة، إلا أن غزو العراق لا يمكن تبريره بالطريقة نفسها. وأضاف في حديثه خلال حفل تخرج إحدى دفعات كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا بنيويورك، أن صور الانتهاكات التي تعرض لها معتقلون عراقيون في سجن أبو غريب خارج بغداد، والتي نشرت في الآونة الأخيرة، لم تكن مجرد قضية بضعة تفاحات فاسدة. لكنها طريقة عمل تسامحت معها السلطات بل شجعت عليها. ومضى الملياردير المجري المولد يقول عن التصرفات الأمريكية في العراق نزعم أننا محررون إلا أننا انقلبنا طغاة. ويوجه سوروس في العادة انتقادات قوية لسياسة الإدارة الجمهورية الأمريكية في العراق، ومنح أو تعهد بمنح 5,12 مليون دولار على الأقل لحملة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية في نونبر للإطاحة ببوش. وقال 11 شتنبر كان حادثا مروعا هز الأمة بعنف إلا أنه لم يكن ليغير مسار التاريخ للأسوأ لو لم يرد الرئيس بوش على نحو ما فعل. وتابع إعلان الحرب على الإرهاب ربما يمكن فهمه بل ربما كان مناسبا في سياق الخطابة إلا أن الرئيس كان يعني الأمر حرفيا وهنا بدأت الأمور تتفاقم بصورة خطيرة. وقال سوروس إن وضع الولاياتالمتحدة بالعراق غير ممكن دعمه وإنها تسلم السلطة للميليشيات المحلية. ومضى يقول يهييء ذلك الأرض لانقسامات دينية وعرقية وربما حرب أهلية تشبه ما جرى في البوسنة بدلا من إحلال الديمقراطية على النمط الغربي. وقال سوروس إنه لا يتعين على الولاياتالمتحدة محاربة الإرهاب بخلق ضحايا جدد مضيفا أنه بالانسحاق أمام الخوف فإننا نطرح نفس عطاء الإرهابيين. إننا نطلق دائرة شريرة من العنف. إذا مضينا في هذا الطريق ربما نجد أنفسنا في حالة حرب دائمة. رويترز