أظهرت النتائج الانتخابية للمشاركين في الانتخابات الرئاسية الجورجية فوز المرشح الإصلاحي ميخائيل سكاشفيلي بغالبية الأصوات. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أمس أن التلفزيون الجورجي نقل عن منظمة مدنية تمولها بريطانيا والولاياتالمتحدة إعلانها وفق الاستطلاعات التي أجرتها لدى خروج الناخبين من مكتب الاقتراع أن سكاشفيلي حصل على 85,8 % من الأصوات. وقال رئيس اللجنة المركزية للانتخابات زوراب تشابراشفيلي إن عدد المقترعين تجاوز نسبة ال50% مما يعني عدم الحاجة إلى إجراء دورة ثانية. وكان سكاشفيلي قد أعلن فور إقفال صناديق الاقتراع مساء أول أمس فوزه في الانتخابات، وعبر عن شكره للأمة ولكل من ناصروه. ودعا الشعب الجورجي للتوحد من أجل بناء جورجيا الجديدة. وقد أدلى الرئيس السابق إدوارد شيفرنادزه بصوته في أحد مراكز الاقتراع قرب مقر الحكومة بالعاصمة تبليسي، وأكد في تصريحاته للصحافيين أنه صوت لصالح سكاشفيلي، ووجه رسالة لمنافسه قائلا لقد ذهب وقت الكلام، وآن أوان العمل. ولم تشارك أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في التصويت رغم السماح لسكان من منطقة أوسيتيا بعبور خطوط التماس للاقتراع في أراضي جورجيا. ولم يوافق سكان منطقة أدجاريا التي يخوض رئيسها أصلان أبشيدزه نزاعا مع تبليسي على رفع حالة الطوارئ إلا في اللحظة الأخيرة حيث شاركوا في التصويت بأعداد قليلة وفقا لما ذكره أحد المراقبين الأجانب. وأثناء حملته الانتخابية وعد سكاشفيلي الناخبين بمحاربة الفساد واستمرار سياسة التقارب مع الغرب والرخاء الاقتصادي إلى جانب استعادة سيطرة تبليسي على الأقاليم الانفصالية. على صعيد متصل، اتهم الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفرنادزه الذي أرغم على الاستقالة تحت ضغوط المعارضة، الملياردير الأمريكي جورج سوروس والمعهد الديمقراطي الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر بأنهم ساهموا بأشكال مختلفة في سقوطه. وفي حديث نشرته وسائل إعلام روسية أمس الاثنين، قال شيفرنادزه لا يمكن أن نقول إن أمريكا تخلت عني، ففيها عدة قوى، مشيرا إلى أن إحداها وهي مؤسسة سوروس هي التي أنشأت ومولت مجموعات الشباب التي تحمل اسم كمارا كفى الثائرة ضد السلطة. وأشاد شيفرنادزه بقرار روسيا طرد سوروس متهما إياه بسوء التصرف وعدم الفهم في السياسة. وجمدت نشاطات مؤسسة سوروس في روسيا منذ حجز مكاتبه في موسكو مطلع الشهر الماضي. وأشار شيفرنادزه إلى أن المعهد الديمقراطي الأمريكي تصرف بالطريقة نفسها، موضحا أن هذه المنظمة غير الحكومية كلفت المراقبة المعلوماتية للوائح الناخبين وأن الأخطاء العديدة المسجلة أججت غضب المتظاهرين. كما انتقد شيفرنادزه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر وقال إنه حينما زار تبليسي في يوليوز الماضي حاملا رسالة من الرئيس جورج بوش تقدم بتسعة مبادئ لتنظيم الانتخابات، وهي الانتخابات التي عجلت برحيل شفرنادزه عن كرسي الحكم. وكانت الرئيسة المؤقتة لجورجيا نينو بورجانادزه، قد أكدت أن البلاد تواجه انهيارا اقتصاديا بعد خلع الرئيس المخضرم السابق. وقالت بورجانادزه لمسؤولي الحكومة إن الموقف بالغ الصعوبة، مشيرة إلى أن البيانات تظهر أن البلاد تواجه انهيارا اقتصاديا. ومعلوم أن مسؤولين بصندوق النقد الدولي قد أكدوا للسلطات الجورجية أنهم مستعدون لدعم جورجيا في مواجهة الانهيار الاقتصادي الشامل الذي تعاني منه، وذلك أثناء حديث المسؤولين بالبنك الدولي عن إمكانية تقديم مساعدة لتمويل الانتخابات الرئاسية، قبيل انتخابات نونبر الماضي. وتعتمد الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 4,4 ملايين نسمة، على المساعدة الدولية التي تعادل 150 مليون دولار سنويا في حين تجاوزت قيمة ديونها الخارجية 8,1 مليار دولار. ويعيش 52% من سكان جورجيا تحت عتبة الفقر ويعاني البلد بالإضافة إلى مستوى مديونيته المرتفع، من تبعية عالية لجاره الروسي في مجال الطاقة. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة عرضت دعم الحكومة الجديدة في جورجيا بعد أن رحبت باستقالة الرئيس إدوارد شفرنادزه. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر إن بلاده ملتزمة بمساعدة شعب جورجيا على الخروج من أزمته السياسية. التجديد+وكالات