قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إن استغلال قيادات داعش للأطفال القاصرين وتجنيدهم من أجل تنفيذ عمليات انتحارية داخل المغرب تطور خطير خصوصا وأن عمليات الاستقطاب تبدأ من مواقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، وانطلاقا من هذا الموقع تم تقديم الولاء لزعيم تنظيم داعش واختيار قائد "الكتيبة". ووصف الخيام -خلال ندوة صحافية عقدت الجمعة بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا- الخلية "الإرهابية" الأخيرة ب"الكتيبة أو الكومندو " مشددا أنها جد خطيرة مقارنة مع الخلايا التي سبق للمديرية توقيفها، لاختلاف الخطة التي تنهجها في بإنشاء معسكر تدريبي بسهب الحرشة (22 كلم من طانطان) نظرا لتشابه تضاريسه بتضاريس قاعدة "داعش"، وبالنظر إلى العتاد والأسلحة المتنوعة، واعتمادها على مواد بيولوجية وكيماوية سامة، تدخل في صناعة عبوات متفجرة، بالإضافة إلى سيارة (فوركونيت) التي كان المعنيون يدربون قاصرا (16 سنة) -لازال مصرا خلال التحقيق معه على الاستشهاد- لاستعمالها مفخخة ضد موقع حساس. وفي السياق ذاته، كشفت وكالة المغرب العربي للأنباء-بناء على تصريح مقرب من البحث- أن الخلية المعنية كانت تعتزم مهاجمة مواقع حساسة لضرب الاقتصاد الوطني( المركز التجاري (موروكو مول)، ومقر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومقر شركة التبغ بالدار البيضاء)، بالإضافة إلى مهاجمة بنيات سياحية وبصفة خاصة مؤسسات فندقية (سوفيتيل في الصويرة)، وقتل سياح أجانب في هذه المدينة، وشخصيات سامية عمومية مدنية وعسكرية، ومهاجمة ثكنات عسكرية، وبصفة خاصة في مكناس ومراكش بهدف الاستحواذ على أسلحة نارية، وكذا وحدات عسكرية منتشرة على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر والاعتداء على رجال الشرطة لتجريدهم من أسلحتهم. وأشار المصدر ذاته إلى أن العنصر القاصر الذي تم توقيفه في إطار هذه العملية تم تجنيده بالقوة من قبل رئيس هذه الخلية والتي بايعها من أجل ارتكاب عملية انتحارية باستعمال سيارة مفخخة، حيث كان يعتزم التسلل داخل مقر البرلمان لتنفيذ عملية انتحارية عن طريق حزام ناسف. من جهة أخرى، أبرز عبد الحق الخيام خلال الندوة الصحفية على أن الخلية البالغ عدد عناصرها 10 أشخاص من بينهم فرنسي، والتي كانت تنشط في مدن الصويرةومكناس وسيدي قاسم، يتزعمها شخص ينحدر من مدينة العيون، توصلت، بأسلحة معظمها من صنع عراقي أدخلت إلى التراب الوطني عن طريق ليبيا وأن البحث لازال جاريا للقبض عليه، كما أبرز أن تضييق الخناق على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا جعله يفكر في نقل أنشطته الإرهابية إلى ليبيا التي تعرف وضعا غير مستقر، ومن تم تنسيق عملياته مع خلاياه الأخرى بالمنطقة ومدها بالأسلحة والمال. وفي السياق ذاته، شدد المتحدث ذاته أن السياسة الاستباقية التي تتبعها الأجهزة الأمنية بالمغرب أبانت عن نجاعتها في صد هذه المؤامرات الإرهابية، كما أكد على أهمية مواصلة تبني سياسة الحذر واليقظة في مواجهة ذلك، بمساعدة الإعلام والمواطنين. هذا، وأسفرت عملية تفكيك "الخلية" بالجديدة عن اعتقال العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية بأحد "البيوت الآمنة" بمدينة الجديدة، حيث تم حجز 4 رشاشات أوتوماتيكية مزودة بشواحن ذخيرة و3 شواحن فارغة و3 مسدسات بالرحى ومسدس أوتوماتيكي وبندقية مزودة بمنظار وكمية كبيرة من الذخيرة الحية و13 قنبلة مسيلة للدموع. كما تم حجز 4 عصي حديدية قابلة للطي وصاعق كهربائي و6 قارورات بلاستيكية تحتوي على مواد كيماوية مشبوهة يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات و3 قارورات زجاجية تحتوي على مواد سائلة مشبوهة ومسامير ورايتان ترمزان لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالإضافة إلى عدة أسلحة بيضاء ومجموعة من الأصفاد البلاستيكية وبذل عسكرية.