حذّر الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في الجزائر الشيخ علي بلحاج، من تسوية الخلافات الشرعية بين السنة والشيعة عن طريق الحروب، وأكد أن ذلك سيكون مدمرا للعالم الإسلامي بشقيه السني والشيعي". ودعا بلحاج في تصريحات ل "قدس برس"، حكماء المسلمين السنة والشيعة إلى الاعتبار بالتاريخ، وعدم تكرار مآسي الحروب المدمرة. وقال: "أعتقد أن الصراع السني الشيعي حيوي وخطير للغاية، وله أبعاد لن تقف عند جيلنا، بل ستتجاوزه إلى الأجيال اللاحقة، إذا لم تتم معالجته بالحكمة والعقلانية". وأضاف: "التاريخ الإسلامي فيه حروب دمّرت الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية أتت من النعرات الطائفية. وعندما ندرس تاريخ الصراعات الطائفية سواء بين السنة والشيعة أو بين السنة والخوارج نجد أنها مدمرة، ويزداد الأمر خطورة اليوم مع تطور الأسلحة، التي أمست عابرة للقارات". وحثّ بلحاج المسلمين والعقلاء منهم إلى عدم الانجرار وراء المعارك السياسية بين النظامين السعودي والإيراني، وقال: "نحن نفرق بين أن تدعو كل طائفة بما تراه، وأن يرد عليهم المتخصصون من أهل العلم، فالتشيع قديم وكان موجودا منذ قرون، وبين محاولة أنظمة مستبدة تسييس الخلافات الطائفية واستخدامها في إشعال الحروب". وأضاف: "مصيبتنا ليس في الفروق بين المذاهب، ولا في اختلافها، مصيبتنا أن النظامين السعودي، وهو لا يمثل السنة، والإيراني، وهو لا يمثل الشيعة، يريدان أن يتسببا في دمار هائل للأمة عبر تصعيد هذات الخلاف والعمل على حله عسكريا". من جهة أخرى بلحاج، "الموقف السياسي المعلن لكل من النظامين الإيراني والجزائري بشأن دعم القضية الفلسطينية على الرغم مما في ذلك من توظيف سياسي". ودعا بلحاج "الذين يلومون المقاومة الفلسطينية، لأنها مدت يدها لإيران أو لفنزويلا أو للجزائر، بأن يتبنوا القضية الفلسطينية فعلا وقولا، وأن ينافسوا تلك الأنظمة في نصرة المظلومين في فلسطين بدل حصارهم". وأضاف: "لا يمكن أن نمنع الآخرين مثل النظام الإيراني أو الفنزويلي أو الجزائري من مساندة القضية الفلسطينية، عبر استضافة رموز المقاومة، أو عبر إجراء مباريات رياضية ترفع فيها أعلام فلسطين والشعارات المؤيدة للحق الفلسطيني، فالغريق يمد يده لكل منقذ، اللوم يقع على من خذل الفلسطينيين من العرب والمسلمين وأحرار العالم". وتساءل بلحاج: "أين سلاح العرب والمسلمين وجيوشهم التي تجتمع هذه الأيام، وفلسطين منكوبة منذ عام 1948؟ يجب أن لا ننساق وراء التجييش والتحريض الطائفي المقيت، وأن ننصف المظلوم، وأصحاب المواقف". وأشار بلحاج إلى أن "التوظيف السياسي للقضية الفلسطينية وارد من أي نظام، لكن الواقعية السياسية تفرض على الجميع، أن يقرأ المواقف على حقيقتها". وقال: "في الجزائر التي استضافت مباراة رياضية بين منتخبي الجزائروفلسطين، غص الملعب بالجماهير المؤيدة للحق الفلسطيني والرافضة للتطبيع مع الاحتلال، كما في طهران التي استضافت وفدا من حركة حماس، لتؤكد وقوفها المعلن ضد الاحتلال". ورفض بلحاج الحديث تطييف المواقف السياسية من القضية الفلسطينية، وقال: "لا يمكن الحديث عن طائفية في الموقف من فلسطين، فالنظام الإيران لا يمثل الشيعة في العالم، كما أن النظام السعودي لا يمثل السنة في العالم، هذا بالاضافة إلى أن شافيز الذي ناصر القضية الفلسطينية ليس من أهل القبلة"، وفق قوله.