الشريط يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني المريرة مع جدار الفصل العنصري تعتبر جمعية الرابطة من أجل فلسطين حرة، التي يوجد مقرها بالرباط، إحدى أهم الجمعيات التي تعمل في حقل دعم القضية الفلسطينية، وتتخذ لنفسها أهدافا نبيلة تسعى لتحقيقها في هذا السياق عبر شتى الوسائل الممكنة، رغم كونها تأسست حديثا. ولعل من الوسائل التي اعتمدتها الجمعية في عملها لدعم فلسطينالمحتلة، تنظيم تجمعات قانونية داخل المراكز الثقافية، يتم خلالها بث بعض الأشرطة الوثائقية التي تسلط الضوء على الواقع الفلسطيني الصعب، إلى جانب تنظيم مسابقات مرتبطة بالقضية، والتي نجد من ضمنها مثلا مسابقة ناجي العلي لرسوم الكاريكاتير، التي تنظمها الجمعية في ذكرى اغتيال الفنان الفلسطيني في شهر غشت من كل عام. وقبل أسبوع، نظمت الجمعية عرضا لشريط وثائقي يتحدث عن جدار الفصل العنصري بالمركز الثقافي بحي أكدال بالرباط. ولمعرفة حيثيات هذا النشاط الهادف اتصلت التجديد بالكاتبة العامة للجمعية، الأستاذة كريمة صغيري، التي أكدت أن هذا النشاط يندرج ضمن تخليد الجمعية ليوم الأرض، الذي يصادف الثلاثين من مارس من كل عام، مضيفة أن الهدف منه خلق وعي لدى الشباب المغاربة بتفاصيل الواقع اليومي المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وذكرت صغيري أن الشريط الوثائقي، الذي تم عرضه، عنوانه الطريق ,181 ويتحدث عن الجدار الفاصل وانعكاساته الخطيرة على الشعب الفلسطيني بصفة عامة. وأضافت في السياق نفسه أن هذا الشريط كان مرشحا للمشاركة في مهرجان فرنسا للفيلم السينمائي، لكن اللوبي الصهيوني هناك تدخل بقوة لمنعه تحت ذريعة أنه معاد للسامية! وقالت الكاتبة العامة إن الشريط يبدأ بجولة لشخص فلسطيني وآخر إسرائيلي على طول خط جدار العار، وخلال الطريق يأخذان انطباعات الفلسطينيين من جهة، واليهود من جهة أخرى حول الموضوع. وأضافت أنه خلال هذه الجولة يتضح الحجم الحقيقي للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، لكون الجدار قد فرق بين أفراد العائلة الواحدة، وأضاع مصدر رزق الأهالي بعد مصادرة أراضيهم، ومنع الأطفال والشباب من الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وحرم الناس من الذهاب إلى المستشفيات، وهو ما أدى إلى استشهاد الكثيرين وإجهاض الكثيرات... هذا إلى جانب الكثير من الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي يطول الحديث عنها. وأبرزت كريمة صغيري أن العرض لقي اهتماما من لدن الكثير من الشباب المغربي، الذي اغتنم الفرصة ليعبر عن مشاعره تجاه القضية الفلسطينية عامة، واتجاه جدار الفصل العنصري خاصة. كما كان العرض مناسبة تشير صغيري للاطلاع على مشاركات بعض فناني الكاريكاتير المغاربة، التي توصلت بها الجمعية خلال مسابقة ناجي العلي. ومعلوم أن الجمعية تأسست مباشرة بعد مجازر مخيم جنين عام ,2002 وسبق لها أن عرضت عدة أشرطة وثائقية حول القضية الفلسطينية، لعل أهمها شريط جنين جنين، الذي يصور المجازر البشعة التي ارتكبها الصهاينة في حق سكان هذا المخيم. وللإشارة فقد استشهد خلال هذه المجازر خلال عشرة أيام فقط أكثر من خمسمائة فلسطيني، وتم تدمير أكثر من ثمانمائة منزل، وتشريد أكثر من ثلاثة آلاف عائلة، وذلك حسب الإحصائيات الرسمية التي أصدرتها وكالة غوث اللاجئين. وللجمعية المذكورة موقع متمير على شبكة الأنترنت، يسلط الضوء على أهداف الجمعية، ويوضح أنشطتها المختلفة المرتبطة بالقضية الفلسطينية. والموقع هو: www.palestine.ma أحمد حموش