تناقض حكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، مع نفسه عندما وصف النقاش العمومي حول معاشات تقاعد البرلمانيين والوزراء بأنه غير دقيق وفيه جرعة زائدة من الشعبوية، رغم إقراره بأن الاقتطاع الذي تؤديه الدولة عن النواب البرلمانيين "ريع سياسي" يجب مراجعته لأنه يضر بالمؤسسة الدستورية. وقال بنشماس الذي كان يتحدث مساء يوم الأربعاء 13 يناير 2016 في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني، بمدينة سلا، تعقيبا على النقاش الدائر في الصحقف وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، "نقاش معاش البرلمانيين فيه قدر من المعقول والواقعية وفيه أمور غير دقيقة ومزايدات شعبوية من طرف بعض النواب الذين يعلنون تنازلهم عن معاشتهم دون أن يبادروا بتفعيل الإجراءات المستتبعة لذلك"، مضيفا بأن هذا الكلام محاول ة ل "تغليط الرأي العام". وتشنج رئيس مجلس المستشارين عندما سألته الصحافية بالإذاعة الوطنية صباح بنداوود، حول ما إذا كانت فترة الانتداب البرلماني وظيفة لكي يحصل بموجبها النواب على معاشات بعد انتهاء مهامهم الانتدابية؟، فرد عليها بنشماس بانزعاج "لا ولكن إذا بغينا نوقفوه يجب إجراء تعديل قانوني ونقدم سيناريوهات الإصلاح"، مردفا " يجب على المؤسسة التشريعية أن تتفاعل مع نقاش المجتمع وتفتح هذا الموضوع وتقدم مخرجات ملاءمة". وأخذ اللقاء المفتوح بين حكيم بنشماس والصحافيين المحاورين قسطا وافرا من الحديث عن العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، وحاول القيادي بحزب البام نفي وجود أي صراع أو عداوة بينه وبين البيجيدي معتبرا أن الحرب تأتي من ناحية واحدة وبالضبط من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الذي لا يترك مناسبة داخلية إلا ويصف حزب البام ب حزب التحكم السياسي، على حد قوله. وأضاف بنشماس قائلا " إذا لم يستطع عبد الإله بنكيران مواجهة من يسميها ب "قوى التحكم وهو في منصب رئيس الحكومة التي خول له الدستور صلاحيات واسعة فيجب أن يحط مفاتيح المسؤولية ويغادر بشرف مرفوع الرأس". وكشف عن أنه تقدم ،عندما كان مستشارا برلمانيا بمقترح لرئيس المجلس، بأن يجعل موضوع جلسة المساءلة الشهرية لمساءلة لرئيس الحكومة حول مفهوم "الدولة العميقة" لكي "يوضح السيد عبد الإله بنكيران للشعب المغربي من يمثل هذه الدولة العميقة". ورفض بنشماس اعتبار حزبه خسر في المدن، وفاز في البوادي خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، معتبرا هذه المعطيات "أكبر مغالطة تروج لها الآلة الدعائية لحزب العدالة والتنمية" على حد قوله، معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة فاز في المدن والبوادي أما حزب العدالة والتنمية فتمكن من الاكتساح في هوامش وأرياف المدن"، حسب تعبيره.