أمر القضاء السويسري بإلغاء قرار حكومي بتسريح هاني رمضان، المفكر المسلم السويسري ومدير المركز الإسلامي بجنيف، من وظيفته كمدرس لغة فرنسية بإحدى المدارس الثانوية العامة، على خلفية نشره مقالاً يدافع فيه عن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مرتكبي جريمة الزنى نشر في صحيفة لوموند الفرنسية في أواخر عام 2002 بعنوان الشريعة غير المفهومة، أثار ردود فعل مستنكرة من جهات صهيونية. واتخذ القرار المنصف يوم الخميس الماضي. وذكرت صحيفة لوماتان ولاتريبون دوجنيف السويسريتان في عدديهما يوم السبت الأخير أن محكمة جنيف الإدارية أمرت بإعادة رمضان إلى وظيفته، ناقضة بذلك قرارًا لمجلس الدولة، بتاريخ 2003 -2-5 بوقف رمضان عن العمل، وهو القرار الذي اتخذت بناء عليه، بعدها بأسابيع قليلة، حكومة جنيف قرارها بفصل رمضان نهائيًّا من حقل التدريس. ووصفت لاتريبون دو جنيف (منبر جنيف) القرار القضائي الأخير بالصفعة القوية على وجه القرار الحكومي المرتجل المبني على الانفعال والتأثر السريع بالهجمة التي تعرض لها هاني رمضان. واستند مجلس الدولة في قراره بفصل رمضان على ما اعتبره مخالفته لمبدأ التحفظ الملزم للمعلمين بسويسرا والذي يعني احتفاظ المعلم بوجهات نظره الخاصة وعدم إبدائها علنًا حتى لا يتأثر بها تلاميذه، وتؤثر بالتالي في تشكيل أفكارهم في مرحلة مبكرة من عمرهم. غير أن محكمة جنيف الإدارية التي استأنف أمامها هاني رمضان قرار الفصل، رأت أن مفهوم مبدأ التحفظ غامض لدرجة أنه يصعب تقبل الاستناد عليه لتوقيع عقوبة تصل إلى فصل موظف عمومي، فألغت القرار الحكومي. كما أمرت ولاية جنيف بدفع تعويض قيمته 5 آلاف فرنك سويسري للمعلم، غير أنها أعطت في الوقت نفسه الحق لحكومة جنيف بتوقيع عقوبة أقل من عقوبة الفصل، معتبرة أنه ما كان ينبغي على معلم بسويسرا التعبير عن آراء مثل تلك التي عبر عنها رمضان في مقاله. وعقب رمضان على قرار المحكمة قائلاً لصحيفة لوماتان: لقد أنصفني القضاء، فقد كنت مقتنعًا بأن قرار الفصل جائر؛ لأنني أمارس مهنتي كمعلم بأمانة. وأضاف: أن هذا القرار يظهر أيضًا أننا نعيش في دولة قانون، وأن الحوار يبقى ممكنًا بين الإسلام والمسيحية. يذكر أن هاني رمضان هو شقيق المفكر الإسلامي السويسري المعروف طارق رمضان، والاثنان من أحفاد الإمام حسن البنّا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وفي عام 1961 أسس والدهما الراحل المفكر سعيد رمضان، زوج ابنة الإمام البنا، المركز الإسلامي بجنيف الذي يهتم بالدفاع عن القضايا الإسلامية في الغرب وشئون المسلمين في سويسرا. ح.ص