أسس مجموعة من العائدين من العراق، والذين كانوا قد هاجروا إليه في إطار برتوكول مبرم بين المملكة المغربية والجمهورية العراقية سنة1981 منسقية وطنية لإثارة اهتمام المسؤولين بأوضاعهم ومطالبهم. ومن أجل تسليط الضوء على هذه المجموعة ومطالبها ،أنجزت التجديد مقابلة مع السيدة للاشريفة مهداوي، المنسقة الوطنية للعائلات العائدة من العراق، والحاصلة على الإجازة في علوم الإدارة والاقتصاد من جامعة بغداد، وعلى دبلوم من المعهد العالي للاتصالات السلكية والبريد ودبلوم دراسات عليا تخصص مصارف، وفي ما يلي نص المقابلة: بداية كيف جاءت هجرة مجموعتكم إلى العراق؟ نحن مجموعة تتكون من 200 عائلة هاجرت إلى العراق الشقيق في إطار البرتوكول المبرم بين المملكة المغربية وحكومة الجمهورية العراقية سنة 1981للعمل في ميدان الفلاحة، وقد رجعت نحو أربع عائلات بعد الالتحاق بسنتين، فيما رجعت مجموعة من العائلات المغربية بعد حرب الخليج الأولى، وبقيت أخرى إلى أن شنت الولاياتالمتحدةالأمريكية الحرب مجددا على العراق واحتلته، حيث اضطرت مجموعة كبيرة منها إلى الرجوع إلى بلدهم المغرب حاملة ملابسها فقط، وتاركة وراءها ممتلكاتها، وعصارة عملها، وكفاحها لسنوات قاربت 23 سنة. كيف تمت عملية العودة والرجوع لأرض الوطن؟ هناك عائلات عادت للوطن على حسابها الخاص عن طريق سوريا مع بداية التهديدات بشن الحرب علي العراق، وظهور مؤشرات على أن الحرب واقعة لا محالة. فيما قامت عائلات أخرى، وهي كثيرة بالاتصال بالسفارة المغربية بالعراق، والتردد عليها لتدبير أمرهم، والنظر في كيفية الرجوع للمغرب بعدما بات اجتياح العراق واحتلاله مؤكدا، إلا أن المسؤولين في الحقيقة لم يسرعوا خطوات العودة، وإيجاد حل، وهناك بدأ التصرف الفردي. وكما قلت آنفا ثمة من رجع عن طريق سوريا، والباقي عاد عن طريق الأردن حيث استقر في مخيم الرويشد وتكلفت الدولة المغربية بنقلهم إلى المغرب إلى مطار البيضاء، حيث تم استقبالهم بشكل جيد، ووسط اهتمام صحفي، وبحضور عدد من المسؤولين الذي أبدوا تعاطفهم ومساندتهم للعائدين. هل وعدكم المسؤولون بشيء يومها؟ نعم تلقينا يومها وعودا من طرف العديد من المسؤولين المغاربة على أساس أن يوفروا للعائدين المسكن، وكل ما سيحتاجونه، وقد تفضل جلالة الملك أعزه الله على العديد منهم بمكرمة، وأعطى تعليماته السامية للعمال والولاة لإدماج العائلات العائدة من العراق، وحل جميع مشاكلهم. لكن صراحة بعض المسؤولين المذكورين اهتموا ببعض الضروريات بالنسبة إلى هذه العائلات كما حصل في إقليم وارزازات وزاكورة، وإقليم الراشدية، حيث تم إيواء بعض العائلات في دار الطالب، والبعض الأخر وفر له مساكن مكتراة، إلا أنه ما يزال هناك من لا يتوفر على سكن، وفي مدن أخرى كتازة ترك العائدون لمصيرهم. كيف تعيش الآن هذه العائلات؟ بصراحة أغلبية العائلات العائدة من العراق في المجموعة الأخيرة تعيش في ظروف غير مناسبة وغير مريحة، ويحسون وكأنهم لاجئون في بلدهم؛ إذ نجدهم يعيشون في مدينة الراشدية مثلا بدار الطالب وكأنهم في مخيمات، وقد زرت العديد من العائلات هناك ووجدت أن وضعيتهم صعبة جدا مع كامل الأسف. باعتبارك منسقة تمثلين العائلات العائدة من العراق، ماهي المطالب الأساسية التي ستدافعون عنها؟ أول شيء نطالب به هو أن تعطى لنا أهمية تحسسنا بكرامتنا، وبأننا مغاربة وبين إخواننا وفي أحضان وطننا، وذلك بإنهاء معاناة هذه العائلات وتمكينها من سكن لائق، وإدماج كل العائلات في الحياة الاجتماعية المغربية من قبيل الاهتمام بتعليم أطفالها، وكذا ضمان فرص للشغل لأبناءها، خاصة وأن الكثير من أبناء العائلات العائدة من العراق يحملون شهادات ودبلومات محترمة. وسنسعى من أجل تحقيق مطالبنا إلى طلب مقابلات مع عدد من المسؤولين، ونتمنى أن نلتقي بالسيدة زليخة نصري مستشارة جلالة الملك. وللإشارة، فنحن مصرون على المطالبة بحقوقنا في العراق، لأن العائلات التي ذهبت وهاجرت إلى العراق في إطار اتفاقية وبرتوكول، لها حقوق كما كان عليها واجبات، وعادت كما سبقت الإشارة نظرا لظروف الحرب والاحتلال تاركة ورائها ممتلكاتها، ومستحقاتها. وهنا نتوجه إلى السلطات المغربية بالتدخل، والعمل على مساعدتنا في هذا الأمر. حاورها: محمد عيادي