انعقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في دورة استثنائية يومي 20 و21 مارس 2004 بالمركز الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة وذلك في إطار الإعداد للمؤتمر الوطني الخامس الذي سينعقد إن شاء الله يومي 10 و11 أبريل المقبل. وبعد الترحم على ضحايا الزلزال المؤلم الذي عرفه إقليمالحسيمة والاستماع لكلمات الأمين العام الدكتور عبد الكريم الخطيب ونائبه الدكتور سعد الدين العثماني والأستاذ بنعبد الله الوكوتي رئيس المجلس الوطني وعرض لرئيس اللجنة التحضيرية الدكتور لحسن الداودي حول المراحل التي قطعتها عملية الإعداد للمؤتمر، تدارس المجلس وصادق على التعديلات الخاصة بالقانون الأساسي للحزب، والنظام الداخلي للمؤتمر، ومسطرة اختيار رئيس المجلس الوطني، وأعضاء الأمانة العامة، كما صادق على برنامج المؤتمر الوطني ودورة المجلس الوطني التي تعقبه مباشرة وعلى أعضاء لجنة رئاسة المؤتمر ولجنة تدقيق الحسابات. وصادق على أشغال ورشة الإعلام والتواصل وعلى توصيات ورشة ورقة تحيين الورقة المذهبية للحزب وقرر تكوين لجنة لمواصلة إغناء الورقة المذكورة على ضوء النقاش الذي دار في الورشة لتعرض للمصادقة النهائية في المؤتمر. وعلى إثر الطلب الذي تقدم به كل من الدكتور عبد الكريم الخطيب والأستاذ بنعبد الله الو كوتي من أجل إعفائهما من منصبي الأمين العام ورئيس المجلس الوطني، ونظرا لظروفهما الصحية ووضعيتهما الاعتبارية صادق المجلس على ما ورد في القانون الأساسي في هذا الشأن من إقرار الدكتور الخطيب رئيسا مؤسسا للحزب والأستاذ بنعبد الله الوكوتي رئيسا شرفيا للمجلس الوطني. وعبر المجلس عن تقديره لرصيدهما النضالي وتاريخهما الحافل بالمواقف الوطنية النبيلة مؤكدا تمسكه باستمرارهما في الإسهام في توجيه الحزب والمشاركة الفعالة في مسيرته النضالية حسب ما تسمح به ظروفهما الصحية. وثمن المجلس الوطني أجواء الشفافية الداخلية والانفتاح الخارجي التي يتم فيها إعداد المؤتمر الوطني داعيا مناضلي الحزب جميعا للتعبئة ومواصلة التلاحم من أجل جعل المؤتمر محطة متميزة في تاريخ الحزب وإضافة نوعية في المشهد السياسي والحزبي الوطني. وإن المجلس الوطني وهو ينعقد في ظروف إقليمية تتميز بضعف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وتزايد الخلافات داخلهما، وفي ظروف دولية تتميز بتزايد الغطرسة الأمريكية واختلال التوازن الدولي وتهميش دور الأممالمتحدة واستمرار الهجوم على مقومات الأمة الإسلامية ونظمها التربوية وعلى الصحوة الإسلامية، وإشاعة الخلط المغرض بين الإسلام والإرهاب، وفي ظل إكراهات وطنية مختلفة يؤكد على ما يلي: - تشبثه بالثوابت الدينية والوطنية للبلاد وعلى رأسها الإسلام والملكية الدستورية والممارسة الديمقراطية. - مواصلة التعبئة للدفاع عن الوحدة الترابية وإنهاء قضيتي الأسرى والمحتجزين بتندوف والعمل على وضع حد لاحتجازهم والعناية بالمفرج عنهم وتكريمهم ماديا ومعنويا. - حرصه المتواصل على خدمة المصالح العليا للبلاد وجعلها فوق كل الاعتبارات الذاتية. - تثمينه لمبادرات الحزب محليا ووطنيا ومشاركته في أعمال الإغاثة ومواساة السكان على إثر زلزال مدينة الحسيمة وروح التضامن التي عبر عنها المجتمع المغربي قاطبة وعلى رأسه جلالة الملك محمد السادس الذي رابط هناك بنفسه ونزل إلى الميدان، وثمن الجهود التي بذلتها الجهات الرسمية وهيئات المجتمع المدني وعموم المواطنين. ويدعو إلى مقاربة تنموية شاملة لإقليمالحسيمة والأقاليم المجاورة ووضع الخطط الكفيلة والاستعدادات المناسبة لتجنب أكبر قدر ممكن من آثار مثل هذه الكوارث لا قدر الله في المستقبل. - تجديد إدانة الحزب للعمليات الإرهابية والإجرامية التي تعرضت لها مدريد أيا كانت الجهة التي تقف وراءها بنفس القوة التي أدان بها الأحداث الأليمة التي استهدفت المغرب يوم 16 ماي من السنة الماضية، وتضامنه مع الضحايا من الإسبان والمغاربة وغيرهم والدعوة إلى تفادي الخلط بين الإسلام والإرهاب وبين المغاربة والإرهاب. - تثمينه للخطوات الأخيرة المتمثلة في تأسيس وتنصيب هيئة الإنصاف والمصالحة داعيا إلى القطع مع ممارسات الماضي الأليم ومعالجة مظاهر النكوص والتراجع الواضح في مجال حقوق الإنسان والحريات في الآونة الأخيرة، التي أضرت بمصداقية دولة الحق والقانون بسبب تغليب البعد الأمني في معالجة ظاهرة الإرهاب على المقاربة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية. - دعوة الجهات المعنية بتفعيل مقتضيات مدونة الأسرة التي اعتبرها حزبنا إنجازا هاما وذلك بإزالة العوائق التي تحول دون التطبيق الفوري والسليم لمقتضياتها وتأكيده على الاستمرار في الدفاع عن قضايا الأسرة والمرأة والعمل على توسيع مشاركتها داخل الحزب وفي الحياة السياسية والمجتمعية عموما. - تجديد موقف الحزب الداعم لمقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة للاحتلال الصهيوني ورفضه كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، وتجديد مطالبتنا بمناسبة مرور سنة على الغزو الأمريكي للعراق بضرورة الإنهاء الفوري للاحتلال الأمريكي وتمكين الشعب العراقي من اختيار نظام حكمه بحرية والتحذير من المؤامرات التي تستهدف زرع الفتنة.