لم تكن أحداث العنف الرياضي التي عرفتها مدينة فاس يوم الأحد 29 نونبر 2015 بعد خسارة المغرب الفاسي أمام الجيش الملكي، أو تلك التي اندلعت في أكادير عقب مباراة الفريق المحلي «حسنية أكادير» والوداد البيضاوي، بحر الأسبوع الماضي، والتي وصلت حد الهجوم على مؤسسة تعليمية والاعتداء على تلاميذها وسلب دراجاتهم الهوائية، وتخريب سيارات أطر وأساتذة المؤسسة والعبث بالممتلكات العامة، هي الأولى من نوعها هذا الموسم، ففي الدورة الثانية وبينما كان جمهور نادي اتحاد طنجة عائدا من مدينة الحسيمة بعد رحلة مؤازرة لفريقه أمام «شباب الريف الحسمي»، تعرضت حافلات أنصار فارس البوغاز إلى هجوم مباغت بالحجارة في منطقة أزلا بنواحي مدينة تطوان، أسفرت عن إصابة ستة مشجعين بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة بعد اختراق الحجارة لزجاج الحافلات. وكاد هذا الحادث أن يعيد كابوس الهجوم الذي عاشته جماهير النادي الطنجي الموسم الماضي لدى رحلة العودة من لقاء كروي جمع فريقهم ب «الراسينغ البيضاوي»، على مستوى الطريق السيار بالعاصمة الرباط من طرف محسوبين على أنصار فريق الجيش الملكي، حيث تحولت فرحة جمهور اتحاد طنجة إلى مأساة توقفت معها القلوب مع شاب يافع أصابته حجارة غادرة رقد على إثرها أسبوعين بين الحياة والموت بمستشفى ابن سينا بالرباط. حادث منطقة أزلا اعتبره متتبعون للشأن الرياضي حينها وقودا للقاء الموالي الذي جمع بين الجارين «اتحاد طنجة» و «المغرب التطواني» في ديربي الشمال، برسم الدورة الثالثة من البطولة الوطنية لكرة القدم، وبسبب منع السلطات الأمنية أنصار الحمامة البيضاء من التنقل لطنجة وفرض حراسة كثيفة على العدد القليل من الجمهور الزائر، فإن مثيري الشغب أبوا إلا أن يفسدوا اللقاء الكروي الجميل بمنع حكم المباراة من ولوج مستودع الملابس ورميه بقنينات الماء والعبث بالممتلكات العامة خارج الملعب، ثم تطور إلى مواجهة مفتوحة بالحجارة مع قوات الأمن الذين حاولوا تطويق أعمال العنف والفوضى. وقبلها بأسبوعين وبرسم منافسات كأس العرش، كانت مدينة سلا مسرحا لأعمال شغب ومواجهات عنيفة وتراشق بالحجارة عقب نهاية مباراة فريق «الوداد البيضاوي» و «النادي القنيطري» في ملعب أبو بكر عمار، بين محسوبين على جمهور الفريقين، تعرضت إثرها محطة القطار بالمدينة لتخريب كافة مرافقها وأربكت حركة المسافرون وخلفت موجة هلع وخوف في صفوف المارة وعموم المواطنين، كما أدت إلى توقف حركة السيبر والمرور وخدمات النقل والمواصلات. وقبيل بداية الموسم الجاري، شهدت مدرجات ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء حالة غريبة من الشغب، اندلعت بين جمهور فريق «الرجاء البيضاوي» في آخر مباراة بدوري شمال إفريقيا، بين أنصار الفصيلين المشجعين للنادي بسبب خلاف داخلي حول الشرعية في تمثيل الفريق في المدرجات ومن يملك الشرعية في حمل مشعل التشجيع والمؤازرة، وامتدت الصدامات بين أنصار الفريق الأخضر إلى خارج الملعب بالأحياء والأزقة المجاورة مخلفة عشرات الجرحى وخسائر مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين. وتكررت أحداث الشغب بمدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء من طرف مناصري جمهور الرجاء البيضاوي عقب خسارة فريقه أمام «المغرب التطواني» برسم الدورة السابعة من البطولة الوطنية لكرة القدم، بعد أن عمد محسوبون على الجمهور إلى اقتلاع الكراسي والعبث بمرافق الملعب ورشق لاعبي الفريق بقارورات بلاستيكية والحجارة ومنعهم من الولوج إلى مستودع الملابس.