للمرة الرابعة في ظرف ثلاثة أشهر من عمر البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم لهذا الموسم، غطت أحداث الشغب على مباراة كروية جمعت بحر الأسبوع الماضي بين فريقي حسنية أكادير والوداد البيضاوي، في ملعب أدرار، بعدما تحولت المشاحنات بين جمهوري الفريقين داخل الملعب، إلى مواجهات مفتوحة بين محسوبين على أنصار الطرفين بالشوارع والأحياء المجاورة، استعملت فيها الحجارة ولم يسلم منها حتى رجال الأمن الذين أصيب تسعة منهم، وامتدت أعمال العنف والفوضى إلى إلحاق خسائر مادية بسيارات المواطنين وممتلكات عامة، وصلت حد الهجوم على مؤسسة تعليمية والاعتداء على تلاميذها والسطو على دراجاتهم الهوائية. ورغم العقوبات الصارمة التي أنزلتها الجامعة الملكية لكرة القدم على بعض الأندية منذ بداية الموسم الجاري، مثل حرمان أندية الرجاء البيضاوي واتحاد طنجة والوداد البيضاوي من لعب مباريات بدون جمهور وأداء غرامات مالية كبيرة، وإقرار إجراءات أخرى مثل عدم السماح للقاصرين بولوج الملاعب إلا في حالة مرافقتهم لأولياء أمورهم، ورغم المجهودات التي تقوم بها رابطة مشجعي الأندية في تأطير أنصار الفريق، والتدابير التي تقوم بها السلطات الأمنية خلال المواعيد الكروية، فإن ذلك لم يمنع من تكرار أحداث العنف التي تخرج في كثير من الأحيان عن السيطرة، وتتسبب في مآسي لبعض الأسر التي تفقد أبناءها بسبب تصرفات طائشة، وتلحق أضرار مادية بالمنشئآت الرياضية وبممتلكات المواطنين والمرافق العامة. وأمام استمرار تنامي ظاهرة "شغب الملاعب" أو "العنف الرياضي"، يرى مراقبون أنه آن الأوان لإيجاد نموذج جديد في التعامل مع الظاهرة، من أجل معالجة أسبابها ووضع حد لتداعياتها المكلفة، فأي مقاربة أنجع لمحاصرة هذه الظاهرة في ظل وجود قانون "مكافحة" الشغب"؟ ألا توجد تدابير وإجراءات أخرى غير حرمان الملاعب المغربية من اللاعب رقم 12 الذي تمتع إبداعاته المتفرجين أحيانا أكثر من أقدام اللاعبين على أرضية البساط الأخضر ؟ وكيف يمكن القضاء على هذه الظاهرة دون الإضرار بالأندية والفرق الكروية وحرمانها من مداخيل مادية مهمة؟