أمام هذا العنف الأعمى وهذه الجرائم والمجازر التي وقعت في قلب باريس، نتقدم بعزائنا ومواساتنا للضحايا والجرحى ولأسرهم وأقاربهم. كما ندين هذه الأحداث إدانة مطلقة. لقد صرخوا "الله أكبر"، حسب المصادر المطلعة، ليبرروا سلوكهم اللاإنساني. لقد كذبوا وقالوا الحقيقة في الآن نفسه. كذبوا لأنهم نسبوا أعمالهم إلى الإسلام، وهو بريء منهم، لأن تعاليم الإسلام لا يمكن أن تبرر أبدا سلوكهم البربري. إن هذه الأعمال تنتجها عقول مسكونة بالشر والسوء، بل عقول فارغة، تتلاعب بها جهات أخرى، وهي بدورها قد تتلاعب بالآخرين. والحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى، بعفوه ورحمته وتودده لخلقه، أكبر من حماقاتهم، وأن الإسلام لا يمكن نعته أبدا بالتطرف والعنف. إن رد الفعل السليم الذي يرجى من الحكومة و المسؤولين في فرنسا هو تكوين جبهة موحدة حقيقية، يكون فيها المواطنون الفرنسيون المسلمون عنصرا فاعلا، ولا يكونوا فقط أهدافا للتحليل في الإعلام. كما يجب أن يفهم هؤلاء المسؤولون أن الوحدة الوطنية المنشقة تعتبر إشكالية حقيقية، ولهذا يجب العمل معا من أجل تربية الأجيال وبناء المستقبل بشكل جماعي، لأنه لا يجب فقط القيام برد فعل على هذه المآسي. إن التوحد في إطار هذه الجبهة يعني كذلك رفض توظيف هذه الأحداث لأهداف سياسية، سواء على المدى القصير أو الطويل. بهذا الموقف سيأتي الانتصار، لكن هيهات، لقد بدأنا نسمع من الآن بعض الأصوات المتلهفة التي تريد أن تقنعنا أننا سنتجرع الهزيمة إذا توحدنا في إطار هذه الجبهة.