قال عز الدين توفيق، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن "أحكام الإسلام بخصوص تقسيم الميراث منزلة من عند الله سبحانه، الذي لا يمكن تصور أنه يحابي الرجل على المرأة، أو العكس"، مستدلا بقوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض". وأوضح خطيب مسجد عقبة ابن نافع بالبيضاء، أن أحكام الإسلام التي نزلت في موضوع الإرث تضمنت نسقا متكاملا، مشيرا إلى أنه لا يمكن عزل سورة عن باقي السور، مفسرا ذلك بكون "البت في أحكام الإرث ليس خاضعا لتمييز الجنس البشري". وأوضح توفيق أنه في بعض الحالات تكون المرأة مشتركة في نفس النصيب مع الرجل، وفي حالات أخرى ترث المرأة أكثر من الرجل، مبرزا في ذات الصدد، أن هناك فهمين في مقاربة موضوع المساواة بين الرجل والمرأة، الأول يشير إلى أن المساواة تعني التماثل، والفهم الثاني يدل على أن المساواة تعني التكامل. ويرى الداعية أن التماثل الحاصل في الآدمية، يضع المرأة والرجل في خانة واحدة على حد سواء، مشيرا إلى أن المرأة تتكامل مع الرجل في كل ما يتعلق بالأنوثة والذكورة وما يترفع عنهما من وظائف وأعمال، مضيفا أن ذلك يوافق الفطرة الإنسانية وأنه من جملة ما جاءت به مختلف الشرائع السماوية. وأوضح عز الدين توفيق، أن الاعتبار في مسألة اقتسام الإرث، يأخذ في حسبانه أن الرجل تجب في حقه النفقة على الزوجة والأبناء، بخلاف المرأة، مشيرا إلى أن الميراث الذي يصل إلى المرأة تكون فيه هي أول المستفيدين، في الوقت الذي لا يجب على المرأة سواء كانت زوجة أو أختا أو أما ما يجب على الرجل من واجب النفقة. وعن وضع المرأة في العالم المعاصر الذي باتت فيه تشتغل إلى جانب الرجل، رفض المسؤول التربوي بحركة التوحيد والإصلاح، اعتبار ذلك بمثابة مسوغ لتغيير أحكام الإسلام القطعية، والتي عاش المسلمون تحت ظلها لأزيد من 14 ألف سنة بدون أن يختلفوا حول جدواها، أو يطالبوا بتغييرها.