أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ، السبت 19 شتنبر 2015 بطنجة، ان توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الائمة ،الذي جرى اليوم تحت الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الامير مولاي الحسن و الامير مولاي رشيد، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، هو "حدث ديبلوماسي مهم". وأضاف التوفيق ،في تصريح صحافي بمناسبة التوقيع على الإعلان ، أن "ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند حفل توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الأئمة "حدث ديبلوماسي غير عادي " مبرزا أنه "لأول مرة يوقع إعلان مشترك مع بلد ينتسب الى الحضارة الغربية ويقع اتفاق حول مسائل اساسية تهم استعمال الدين وتضع الاصبع على ما ينبغي ان يكون عليه الدين كمصدر للخير والسلام والمحبة ". وأشار التوفيق الى أن "تكوين الائمة في المغرب ليس بالأمور المستجدة، في حين ان تكوين الائمة في بلد مثل فرنسا يبقى من الامور الجديدة " ،مبرزا ان "الاعتراف بأهمية تكوين الأئمة هو اعتراف بالنموذج المغربي ،الذي ينبع من إمارة المؤمنين ،التي هي حامية الملة والدين من كل ما يسيئ اليه والساهرة على ترقية الامور المرتبطة بالدين ،ومواكبة ما استجدت عليه من امور عديدة ،منها ما يتعلق بتفاصيل الحضارة الحديثة وما ينبغي الاجوبة عنه من اسئلة هذه الحضارة، ومواكبة ما يقع من تقدم في العلوم الانسانية، ومواجهة ما وقع من تلوث في الجو السياسي ومحاولة استغلال الدين في السياسة" . وابرز في هذا السياق ان "المستجدات التي تعرفها الحضارة الانسانية جعلت إمارة المؤمنين تعطي أوامرها في المغرب منذ 12 سنة لتكوين جيل جديد من الائمة"، مجددا التأكيد على أن "التحاق فرنسا بهذه الفكرة اعتراف بالنموذج المغربي الاصيل" . وتنص الاتفاقية ،حسب ذات المصدر ، على أن يتولى المغرب تكوين أئمة لفرنسا على أن يختارهم المغرب وفق مقاييس معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدات وبتوافق مع مساجد فرنسا وجمعيات المساجد، مع حرص باريس على أن يكون هناك تكوين تكميلي في فرنسا حسب ما تقتضيه قوانينها ومساطرها. وأشار التوفيق ،بخصوص ديباجة الاعلان المشترك المغربي الفرنسي ،الى أن هذه الديباجة تنص على " امور مشتركة حول إرادة تكوين جيل جديد من الأئمة من أجل إسلام بعيد عن التحريف والفتنة ،التي هي عدوة الدين ،وبعيدا عن كل ما يسيئ الى هذا الدين، وهي مسألة مشتركة لأن المسلمين أينما كانوا ترعاهم إمارة المؤمنين ،خاصة اذا كانوا من رعايا أمير المؤمنين في المغرب أو في غيره من البلدان". وينص الإعلان على إنشاء آلية للتتبع والتنسيق بين البلدين وعقد اجتماعين على الاقل في السنة بحضور وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتنمية الدولية عن الجانب الفرنسي،ووزراتي الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن الجانب المغربي. وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف السيدين لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.