اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، الخميس 3 شتنبر 2015 ، الدول الأوروبية بتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى "مقبرة للمهاجرين" . وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة ، تعليقا على نشر صورة الطفل السوري الذي عثر عليه غريقا على أحد شواطئ تركيا ، إن "الدول الأوروبية التي حولت البحر المتوسط، مهد حضارات قديمة، إلى مقبرة للمهاجرين تتحمل قسما من المسؤولية في مقتل كل لاجئ". وأضاف متحدثا أمام مجموعة من رجال الأعمال عشية اجتماع لوزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في العاصمة التركية "أن تدفع الأمواج جثة طفل في الثالثة إلى شواطئنا، ألا يتحتم محاسبة البشرية أجمع على ذلك¿". وشدد الرئيس التركي الذي يندد باستمرار رفض البلدان الأوروبية استقبال المزيد من اللاجئين السوريين "ليس المهاجرين وحدهم من يغرق في المتوسط ، بل كذلك إنسانيتنا". وذكر بأن بلاده تستضيف اليوم حوالي مليوني لاجئ سوري هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ أكثر من أربع سنوات، عملا بسياسة "الباب المفتوح" التي تنتهجها. وقال أردوغان "لم نتخل عن الذين كانوا يهربون من القنابل لأننا إنسانيون". وتابع "أن الدول الأوروبية التي وضعت المعايير للحقوق والحريات الإنسانية الأساسية تبتعد الآن عن هذه المبادئ"، مؤكدا أنه "لا نعتبر من العدل تحميلنا عبء مشكلة يواجهها العالم بأسره". وأثارت صورة جثة طفل سوري ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم، جنوب غرب تركيا، لدى نشرها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. وعثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة. وغرق الثلاثة بعد انقلاب مركبهم ليلة الثلاثاء – الأربعاء لدى محاولتهم التوجه من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية، المدخل إلى الاتحاد الأوروبي، كحال آلاف المهاجرين غيرهم.