نزحت عائلة الطفل أيلان الكردي الذي اثارت صورته ميتا على شاطىء تركي صدمة في العالم, مرات عدة داخل سوريا والى تركيا هربا من اعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة الى اوروبا, بحسب ما افاد صحافي كردي الخميس. واثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية, صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم. وكان بين مجموعة من المهاجرين السورين الذين غرقوا ليل الثلاثاء الاربعاء بعد انقلاب المركب الذي يقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.
وقال الصحافي مصطفى عبدي من مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا لوكالة فرانس برس ان والد الطفل ووالدته متحدران من كوباني, "وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. في ,2012 غادرا دمشق (التي شهدت اشتباكات في تلك الفترة) مع ولديهما الى حلب (شمال)".
واضاف "عندما اندلعت المعارك في حلب, انتقلا مع عائلتهما الى كوباني. فحصلت حرب ايضا, فانتقلوا الى تركيا. بعد تحرير كوباني (من تنظيم الدولة الاسلامية) عادوا اليها. فحصلت المجزرة" على يد التنظيم الذي نفذ عملية ليومين في كوباني قبل ان يطرده منها المقاتلون الاكراد في يونيو. وقتل في المجزرة حوالى مئتي كردي.
وروى عبدي ان "المجزرة كانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من ايجاد مكان لهم في مخيمات تركيا, فاستدانوا مبلغا من المال بعدما امضوا شهرا في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة افضل".
وذكر الاعلام التركي ان اسم الطفل ايلان الكردي. واوضح عبدي ان اسمه الكامل أيلان شنو الكردي.
وتم انتشال 12 جثة من المركب الذي انقلب بينها جثث ايلان وشقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة.
وقال عبدي لفرانس برس "اتصلت بالوالد وحاولت التكلم معه, لكنه بدأ بالبكاء, وأعطى الهاتف لاحد اصدقائه".
وتسببت الحرب السورية المستمرة منذ اكثر من اربع سنوات بمقتل اكثر من 240 الف شخص ونزوح الملايين, بينما تفيد التقارير يوميا عن اعداد متزايدة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول الى دول اوروبية عبر البحر بطريقة غير قانونية.