أجمع المشاركون في الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي المحلي بالعرائش، الإثنين 3 غشت 2015، على أهمية و مركزية ودور علماء الهبط في العناية بالقرآن والاهتمام به في المغرب، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان السنوي للقرآن الكريم الذي ينظمه المجلس. وقال عبد اللطيف الميموني، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي قاسم، في الندوة التي نظمت حول "عناية علماء الهبط بالقرآن الكريم"، إن قراءة الإمام الهبطي التي وضع فيها الوقف "صه"، ساهمت في التسهيل على القراء الجمع والإرداف، مبينا القواعد التي بنى عليها الشيخ الهبطي الوقف. وذكر الميموني، في مداخلته بعدد من نماذج وقوف الشيخ الهبطي التي قام بنقدها الشيخ ابن الصديق من خلال "منحة الرؤوف المعطي" وكذا نقد الدكتور وجاج من خلال تحقيقه لكتاب "تقييد وقف القرآن"، قبل أن يقوم بالرد على هذه الانتقادات التي قال إنها ليست من اختيارات الهبطي، وإنما هي "وقوف مأخوذة إما عن الإمام نافع أو أبي عمرو الداني". من جهته، قال محمد كنون الحسني، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجةأصيلة، إن اهتمام المغاربة بالقرآن واحتفائهم به وبتلاوته ممتد في التاريخ، حيث أكد أن من أسباب "امتداد فتح عقبة بن نافع اهتمامه بتعليم القرآن للمغاربة"، مشددا على أن قراءة ورش عن نافع هي مرتكز القراءات القرآنية ببلد المغرب. أما عبد السلام شقور، أستاذ الدراسات الإسلامية سابقا، فتحدث في مداخلة له بالندوة العلمية المذكورة، عن "التربية الوظيفية في التعليم القرآني بالمغرب"، أكد فيها على أهمية عملية تحفيظ القرآن الكريم بالمغرب، والتي قال إنها تتمثل في جانبين، الأول متعلق بجانب حفظ القرآن الكريم وإتقانه وضبطه، فيما الثاني يرتبط بالتربية على القيم والأخلاق، مذكرا بالمراحل التي تمر منها العملية في مختلف المحطات العمرية خصوصا مرحلة الطفولة في "المعمرة" أو الكتاب القرآني. يذكر أن فعاليات المهرجان السنوي للقرآن الكريم، الذي ينظمه المجلس العلمي المحلي بالعرائش، لا زالت مستمرة إلى غاية 8 غشت الجاري، حيث يشارك مجموعة من العلماء والأساتذة المختصين في علوم القرآن الكريم والقراء في تأطير محاور برنامجه وتنشيط فقراته.