دعا المشاركون في المؤتمر الدولي حول الإسلام والسلام المنعقد في دكار السينغالية، إلى إحداث صندوق من أجل السلام والاستقرار، يتم تمويله على الخصوص، بأموال "الزكاة"، التي يتم جمعها على المستوى الدولي، على أن يتم إعادة توزيعها وفقا لمبادئ الحكامة الجيدة. المشاركون في المؤتمر وهم أزيد من 500 شخصية علمية بينهم أكاديميون وباحثون وقادة دينيون وزعماء روحيون وصانعو سياسات وأعضاء مجتمع مدني، ونشطاء دوليون وجهات فاعلة من أجل السلام في العالم، فضلا عن الشركاء التقنيين والماليين، وقعوا على وثيقة باسم "إعلان دكار"، دعوا فيها إلى إحداث لجنة لليقظة والإنذار والوساطة الدولية بهدف الوقاية من النزاعات وتحصين العيش المشترك والحل المستدام للنزاعات، وينتظر أن تضم هذه اللجنة شخصيات دينية ذات صيت عالمي وتأثيرا عابرا للحدود وباحثين وجامعيين ومنظمات من المجتمع المدني، إضافة إلى مسؤولين سياسيين. وأكد المشاركون في هذا المؤتمر الذي نظم الأسبوع المنصرم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس والرئيس السينغالي ماكي سال، على التزامهم بالنضال من أجل عالم يسوده السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية والمساواة والحكامة الجيدة، داعين المجتمع الدولي إلى مواصلة العمل، من أجل القضاء على الفقر وعدم المساواة. وحث المشاركون الدول والمنظمات الدولية على مواصلة جهودهم بلا هوادة من أجل القضاء على آفة الفقر والعمل من أجل تقديم المساعدة المتبادلة "إدراكا منهم للروابط التي تجمع بين الفقر وعدم المساواة والعنف"، مبرزين أن الإسلام، باعتباره دينا للسلام والتقدم، "لا يمكن أن يقبل بالفظائع المتعددة التي ترتكب باسمه أو يتغاضى عن أعمال الإرهاب والتطرف بأي شكل من الأشكال". ودعوا في هذا الصدد رؤساء الدول والحكومات، وكذا المؤسسات الدولية إلى المساهمة بفعالية في إحداث صندوق من أجل السلام والاستقرار ، واتفقوا على ضرورة استشراف النزاعات، وبالتالي الدعوة إلى إرساء أجندة للسلام العالمي المستدام مطابقة لأجندة الأهداف الإنمائية المستدامة لما بعد 2015. وطالبت الوثيقة، أيضا، النساء والشباب بالانخراط بشكل أكبر في المعركة ضد العنف وعدم التسامح والظلم والتمييز السلبي. ودعا "إعلان دكار" مختلف الفاعلين ومحبي العدالة إلى التعاون من أجل تفعيل مختلف الوسائل المناسبة الرامية إلى وضع حد لإراقة الدماء، على الخصوص، في فلسطين والصومال ونيجيريا والعراق ومالي. ومثل المغرب في هذا المؤتمر الدولي وفد ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ومدير الديوان بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورؤساء المجالس العلمية المحلية للعرائش وبني ملال، والحي الحسني بالدارالبيضاء، وطنجة، إضافة إلى سفير المملكة بالسنغال. وتتوخى هذه التظاهرة، التي سهرت على تنظيمها جمعية "أنصار الدين للسنغال" إلى إرساء حوار بين الديانات والثقافات حول قيم السلام، وتبادل وجهات النظر حول إشكالية السلام العالمي، وتعزيز مساهمة المرأة والشباب في تحقيق سلام عالمي دائم، وتعريف وتحديد أدوار ومسؤوليات المجتمعات حول تعزيز ثقافة السلام، وتبادل الممارسات الجيدة للعيش المشترك. ومن بين المواضيع التي بحثها المؤتمر، التضامن ودور الإسلام في التنمية، والحوار الديني لحل إشكاليات التطرف والإرهاب التي تشكل تهديدا للسلام، "السلام والتنمية" والمراة مدرسة السلام" و"الاسلام..تضامن وسلام" و" الحوار العالمي بين الديانات " و"الشباب فاعل في السلام" و"التهديدات ضد السلام: الإرهاب والتطرف".