أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الثلاثاء بداكار، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة عززت، بإيمانها، الأهمية الملحة للقيام بالواجب وإرساء شراكة أخلاقية وفعالة. وأوضح التوفيق، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول الإسلام والسلام، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومن أجل تحقيق أهدافها، لديها كل «المؤهلات في ما يتصل بالإرث التاريخي المشترك وإذكاء قراءة محينة لمهام الدين، وكذا في التأكيد على أهمية المعطيات الميدانية والوضع الحالي للمجال الديني»، مشيرا إلى أهمية تمنيع هذا المجال من تقلبات السياسة على المدى القصير. وأضاف الوزير خلال هذا المؤتمر الدولي، الذي ينظم تحت رعاية جلالة الملك والرئاسة الفعلية لرئيس دولة السنغال ماكي سال، أن «العمل الذي يتعين علينا فعله من أجل تعبئة الجميع هو إرساء تعاون مبتكر في هذا المجال». وأكد أن الإسلام في إفريقيا يتغذى باستمرار بالحكمة الصوفية، التي هي في الأساس حكمة السلام و»واحدة من أهم القواسم المشتركة الأساسية بين المغرب والسنغال وبلدان إفريقية أخرى». وفي هذا الصدد، ذكر التوفيق بأواصر»الاعتراف والتقدير» بين الملكية المغربية والطرق الصوفية في السنغال وبلدان إفريقية أخرى، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تندرج في سياق «روحي بحت». وأضاف أن الطرق الصوفية مدعوة الآن وبإلحاح إلى التجاوب مع متطلبات وتحديات العصر في العالم للدفاع عن القيم التي هي وصية وحارسة أمينة عليها، مشيرا إلى أن السبيل الصوفي يتميز حقيقة بتغذية السلام الداخلي عبر الفرد وبناء قيم السلام. من جانبه، أعرب الرئيس السنغالي ماكي سال عن شكره لجلالة الملك «الذي حرص على رعاية هذا المؤتمر الدولي، وذلك تجسيدا لروح علاقات الصداقة الاستثنائية والأخوية السنغالية - المغربية». وأضاف أن الإسلام هو دين التسامح والسلام، معربا عن تنديده بأعمال العنف التي يشهدها العالم حاليا والأفعال الهوجاء التي يرتكبها المتطرفون الذين يرغبون في السطو على الدين وارتهانه. وقال، في هذا الصدد، «لقد آن الأوان لإسماع صوت السلام والأخوة الإنسانية، والارتقاء بالمستوى الأخلاقي والمعنوي والفكري للبشرية من خلال إذكاء القيم الأصيلة للإسلام». وأشار إلى أن «أولئك الذين ينشرون العنف، من خلال أعمالهم، يتعارضون مع القيم الحقيقية ومبادئ الدين، مشيرا إلى أهمية نهج الحوار والانفتاح على الآخر، لأن الإسلام هو دين التوازن الذي يعزز السلام والعدالة الاجتماعية والتضامن، داعيا إلى «محاربة مظاهر التهميش والإقصاء التي تشكل عاملا مغذيا ومصدرا للتطرف».وينظم المؤتمر برنامج «جمعية أنصار الدين للسنغال» حول موضوع «مساهمة الاسلام في تحقيق سلام عالمي دائم». ويشارك المغرب في هذه التظاهرة بوفد يرأسه أحمد التوفيق، ويضم أيضا مدير الديوان بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورؤساء المجالس العلمية المحلية للعرائش وبني ملال والحي الحسني بالدار البيضاء وطنجة، إضافة إلى سفير المملكة بالسنغال. وتتوخى هذه التظاهرة إرساء حوار بين الديانات والثقافات حول قيم السلام، وتبادل وجهات النظر حول إشكالية السلام العالمي، وتعزيز مساهمة المرأة والشباب في تحقيق سلام عالمي دائم، وتعريف وتحديد أدوار ومسؤوليات المجتمعات حول تعزيز ثقافة السلام، وتبادل الممارسات الجيدة للعيش المشترك. ويسعى هذا المؤتمر، من خلال جلسات نقاش، إلى تبادل التجارب واستراتيجيات بناء والمحافظة على السلم بين المواطنين والدول. ويحضر فعاليات هذا اللقاء الدولي نحو 500 ضيف من بينهم كبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم، من أجل إرساء حوار بين الديانات والثقافات حول قيم السلام، من ضمنهم علماء دين، وأساتذة باحثون، وزعماء طرق دينية، ومرشدون دينيون وممثلو منظمات دولية، وقادة سياسيون وفاعلون في مجال السلام في العالم وشركاء تقنيون وماليون. ومن بين المواضيع التي سيتم بحثها في هذا المؤتمر هناك التضامن ودور الإسلام في التنمية، والحوار الديني لحل إشكاليات التطرف والإرهاب التي تشكل تهديدا للسلام.