أكد المشاركون، في قرار تمت المصادقة عليه في ختام أشغال المؤتمر، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئاسة الفعلية للرئيس السينغالي ماكي سال، أن من مهام الصندوق، الذي سيبدأ في الاضطلاع بمهامه في 2016، دعم نشر رسالة السلام، من خلال التعليم. وبناء على الرسائل القوية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس السينغالي ماكي سال، دعا المؤتمر، أيضا، إلى إحداث لجنة لليقظة والإنذار والوساطة الدولية بهدف الوقاية من النزاعات وتحصين العيش المشترك والحل المستدام للنزاعات. ومن المنتظر أن تضم هذه اللجنة شخصيات دينية ذات صيت عالمي وتأثير عابر للحدود وباحثين وجامعيين ومنظمات من المجتمع المدني، إضافة إلى مسؤولين سياسيين. ووافق المشاركون، أيضا، على إحداث جائزة الشيخ إبراهيم نياس للسلام العالمي، وصادقوا على وثيقة باسم "إعلان دكار" أكدوا فيها التزامهم بالنضال من أجل عالم يسوده السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية والمساواة والحكامة الجيدة، داعين المجتمع الدولي إلى مواصلة العمل، من أجل القضاء على الفقر وعدم المساواة. وحث المشاركون الدول والمنظمات الدولية على مواصلة جهودهم بلا هوادة من أجل القضاء على آفة الفقر والعمل من أجل تقديم المساعدة المتبادلة "إدراكا منهم للروابط التي تجمع بين الفقر وعدم المساواة والعنف"، مبرزين أن الإسلام، باعتباره دينا للسلام والتقدم، "لا يمكن أن يقبل بالفظائع المتعددة التي ترتكب باسمه أو يتغاضى عن أعمال الإرهاب والتطرف بأي شكل من الأشكال". ودعوا في هذا الصدد رؤساء الدول والحكومات، وكذا المؤسسات الدولية إلى المساهمة بفعالية في إحداث صندوق من أجل السلام والاستقرار سيتم رفده، على الخصوص، بأموال "الزكاة"، التي يتم جمعها على المستوى الدولي، مضيفين أنه سيصار إلى إعادة توزيعها، وفقا لمبادئ الحكامة الجيدة. وأضافت الوثيقة أن المشاركين "اتفقوا على ضرورة استشراف النزاعات، وبالتالي الدعوة إلى إرساء أجندة للسلام العالمي المستدام مطابقة لأجندة الأهداف الإنمائية المستدامة لما بعد 2015. وطالبت الوثيقة، أيضا، النساء والشباب بالانخراط بشكل أكبر في المعركة ضد العنف وعدم التسامح والظلم والتمييز السلبي. ودعا "إعلان دكار" مختلف الفاعلين ومحبي العدالة إلى التعاون من أجل تفعيل مختلف الوسائل المناسبة الرامية إلى وضع حد لإراقة الدماء، على الخصوص، في فلسطين والصومال ونيجيريا والعراق ومالي. وعلى إثر ذلك، رفع المشاركون رسالة شكر عبروا فيها عن امتنانهم العميق لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وللرئيس ماكي سال للأهمية التي يوليانها للسلم العالمي والدعم متعدد الأوجه الرامي إلى إنجاح المؤتمر. وقال وزير الداخلية والأمن العام، عبد اللاي داودا ديالو، في كلمة خلال الجلسة الختامية، أن المؤتمر يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للسنغال والعالم الإسلامي، لأنه سيساهم في التعريف بالإسلام كدين مبني على القيم الإنسانية، داعيا إلى إسماع صوت السلام والأخوة. وأضاف الوزير أن "إرادة السنغال الراسخة لن تدخر أي جهد لمحاربة جميع أشكال العنف"، مبرزا أنها "تلتزم بشكل ثابت بمواكبة أي مبادرة تصب في اتجاه تعزيز السلام والأخوة". وتميز مؤتمر دكار، الذي انطلقت أشغاله يوم الثلاثاء المنصرم، بمشاركة نحو 500 مشارك من بينهم كبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم بهدف إرساء حوار بين الأديان والثقافات ونشر قيم السلام. وضم الوفد المغربي في المؤتمر، الذي يترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مدير الديوان بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورؤساء المجالس العلمية المحلية للعرائش وبني ملال، والحي الحسني بالدارالبيضاء، وطنجة، إضافة إلى سفير المملكة بالسنغال. وتم تنظيم المؤتمر حول موضوع "مساهمة الإسلام في تحقيق سلام عالمي دائم" من قبل برنامج "جمعية أنصار الدين بالسنغال" بدعم من الحكومة السنغالية.