دعا المرشد الجديد للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف العرب والمسلمين إلى مواجهة المشروع الأمريكي الذي يهدد بضرب سوريا وإيران بعد احتلال العراق. وقال عاكف في رسالته إن المشروع الأمريكي لم تعد تخفى نواياه تجاه المنطقة كلها، فقد أقام قواعد عسكرية دائمة فيها، واحتل أفغانستان والعراق، وسيطر على أكبر مخزون للنفط العالمي. وأضاف: ها هو ذا يهدد ويلوح بضرب سوريا وإيران بعد أن استسلمت له ليبيا، في إشارة إلى إعلان طرابلس في 19 دجنبر 2003 التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل. وتتعرض سوريا لانتقادات أمريكية ويهودية بزعم دعمها جماعات المقاومة الفلسطينية التي تصفها الولاياتالمتحدة بالإرهابية. كما أدرجت واشنطنإيران قبل أكثر من عام إلى جانب العراق -في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين- وكوريا الشمالية ضمن ما أسمته محور الشر المؤلف من دول تتهمها بإنتاج أو حيازة أسلحة الدمار الشامل، وبدعم منظمات تعتبرها واشنطن إرهابية. وتابع عاكف قائلا إن الأنظمة العربية والإسلامية غير مدركة لما يحيق بها، أو كأن الأمر لا يعنيها، أو تنظر إليه وهي عاجزة عن فعل شيء، إن الأمل في الشعوب، وإذا لم تنهض في الوقت المناسب فسوف تقع الكارثة، لقد سقطت بغداد، ومن الممكن أن تسقط عواصم أخرى. وأضاف مرشد الإخوان في رسالته من العار أن نقف - أنظمة وشعوبا- أمام ما يحدث في فلسطين بهذا الصمت المزري، إن الأمر يستلزم منا كحكومات أولا وكشعوب ثانيا أن نقف إلى جواره (الشعب الفلسطيني) وأن نمده بكل وسائل الدعم المادي والمعنوي. وأكد عاكف أن سلاح المقاطعة لبضاعة العدو الصهيوني وكل من يؤيده ويسانده هو أضعف الإيمان، ودعا من جهة ثانية الأنظمة العربية والإسلامية إلى إجراء إصلاحات سياسية حقيقية تؤدي إلى مشاركة الشعوب في صنع حاضرها ومستقبلها وتقرير مصيرها. واعتبر أن الأمة العربية والإسلامية تمر في هذه المرحلة في منعطف خطير وتواجه تحديات كبيرة تستهدف عقيدتها وهويتها وأخلاقها وأمنها وسلامتها وخصوصيتها الثقافية، مشيرا إلى أن المشروع الغربي يسعى إلى الربط بين الإسلام كعقيدة وشريعة وبين العنف والإرهاب، وبالتالي يسوغ لنفسه المطالبة بإغلاق المدارس الدينية وتنقية المناهج الإسلامية من مفردات ونصوص ومعان يرى أنها لا تتفق مع مصالحه وتغيير الخطاب الديني والثقافي. كما اتهم عاكف الغرب بالعمل على إشاعة ثقافة الاستسلام والخلاعة والمجون والترف والاستهلاك، داعيا إلى مقاومة هذا المشروع والوقوف في مواجهته بكل السبل والوسائل المتاحة. ثم دعا المرشد الجديد المجتمعات العربية والاسلامية إلى إحياء ثقافة المقاومة في مواجهة الاستسلام، والجد في مواجهة الهزل، والادخار في مواجهة الاستهلاك، والأمل في مواجهة اليأس، والإقدام في مواجهة الإحجام، والإيجابية في مواجهة السلبية، والأخلاق في مواجهة التحلل، والحفاظ على الهوية في مواجهة الذوبان في ثقافة الغير؛ حتى نستطيع أن نؤثر كما نتأثر كما جاء في نص الرسالة.