رفض وزير الخزانة الأمريكي السابق بول أونيل أمس الاتهامات التي وجهت إليه بانتهاك سرية الوثائق الحكومية، مؤكدا أنه طلب من المسؤول القانوني في وزارة الخزانة تسليمه الوثائق التي يحق له حيازتها. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن فتح تحقيق في المسألة بعد أن كشف أونيل عن مشاورات داخل الإدارة كانت تدرس احتمالات الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين قبل أحداث 11 شتنبر. ووصف أونيل الرئيس الأمريكي جورج بوش في كتاب حمل عنوان ثمن الولاء للصحافي رون ساسكيند على أنه رئيس سلبي وسطحي يحيط به يمينيون متشددون يفتقرون للزخم الفكري أو حتى لحب الاستطلاع لمعرفة النتائج المترتبة على سياساتهم. وروى أونيل في الكتاب ما علمه عن أول اجتماع ترأسه بوش لمجلس الأمن القومي في 03 يناير 1002 عندما قرر بوش سريعا تنحية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل جانبا والتركيز على العراق. وروى أونيل كيف أن بوش وصف لقاءه خلال زيارة لإسرائيل في العام 8991 عندما كان حاكما لولاية تكساس مع زعيم المعارضة الإسرائيلية في حينه آرييل شارون. ونقل أونيل عن بوش قوله: حلقنا فوق المخيمات الفلسطينية وبدت حقا في حال يرثى له. لا أرى أن في وسعنا القيام بالكثير هناك في هذه المرحلة. أعتقد أنه حان الوقت للانسحاب. وعندها حذر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من أن تبعات ذلك قد تكون المزيد من إراقة الدماء كما قال أونيل. فرد بوش بأن هز كتفيه بلا مبالاة، وقال ربما يكون هذا أفضل سبيل لإعادة الأمور إلى نصابها. وفي الاجتماع نفسه عرض رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت صورة من الجو لمصنع في العراق قال إنه ربما يستخدم لإنتاح أسلحة بيولوجية أو كيميائية. وقال أونيل إنه اعترض قائلا لقد رأيت كثيرا من المصانع حول العالم تشبه إلى حد كبير هذا المصنع. ما الذي يجعلنا نشك في أنه ينتج عناصر بيولوجية أو كيميائية لصنع الأسلحة. وقدم تينيت أدلة ظرفية إلا أنه قال إنه لا توجد معلومات استخبارية مؤكدة. وأضاف أونيل أن أي دليل ملموس على ذلك لم يتوفر مطلقا. وأكد أونيل أنه مع عدم قدرة أو عدم رغبة بوش في قراءة بيانات مفصلة عن مجريات الأمور فقد وضع نائب الرئيس ديك تشيني سياسات الإدارة وأدار دفة الأمور، يدعمه في ذلك المستشاران السياسيان كارل روف وكارين هيوز ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس. ورأى أونيل أن افتقار بوش إلى الرغبة في المعرفة ومتابعة مجريات الأمور والصبر كان معناه أنه لم يكن مهتما حقا بالمواقف الثابتة المعلنة للإدارة الأمريكية وكان مستعدا للتخلي عنها من دون أي تردد أو أسف. وقال أونيل بدأ الرئيس من الصفر واعتمد على نصيحة منظرين من دون أي وسيط أمين في الأفق. ودافع السناتور إدوارد كينيدي أمس عن أونيل قائلا إنه يتمتع بمصداقية وأن سياسات بوش وإدارته كان هدفها تأمين استمرار بوش في السلطة. وقال كينيدي إن بوش وضع أمتنا في خطر، وهو لذلك لا يستحق ولاية جديدة في البيت الأبيض. أضاف كينيدي أن قرار بوش الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وقراره بنقل السلطة إلى العراقيين الآن هدفهما التأثير على الانتخابات لضمان نجاح الجمهوريين، مضيفا أن التركيز على العراق منح أسامة بن لادن الوقت لإعادة تنظيم نفسه وجعل الحرب على الإرهاب أصعب، وعرض الأمريكيين لخطر أكبر، سواء في الولاياتالمتحدة أم خارجها