استنكر بيان هيئة علماء المسلمين في العراق ما تتعرض له المساجد من مداهمات واعتقالات وصفها البيان ب غير المقبولة. وجاء في البيان الذي وزعت نسخ منه على مؤسسات إعلامية، وزوّدت قدس برس بنسخة منه أن قوات الاحتلال تسعى بكل ما أوتيت من قوة، لاستئصال جذور المقاومة الوطنية ضدها ولكنها ترتكب في كل يوم من الأخطاء ما يدفع بهذه المقاومة لتتسع دائرتها وتزداد شراسة وعنفا. وأوضح البيان أن من أفدح أخطاء القوات الأمريكيةالمحتلة والمتحالفة معها هو قيامها بدهم مساجد أهل السنة في العراق، خاصة اعتقالها لأئمتهم وخطبائهم بناء على وشايات مغرضة معروفة الأهداف يقدمها لهم من باع الوطن وخان ترابه. وذكر البيان أن قوات الاحتلال الأمريكي حين قامت بدهم جامع ابن تيمية (أم الطبول) يوم الجمعة الماضي كان بصحبتها ملثم يخفي وجهه الخائن، واعتقلت إمامه وخطيبه وعددا ممن عرفوا بأعضاء الهيئة العليا للإفتاء والدعوة، ولم تأبه هذه القوات لحرمة المسجد فوطئته بإقدامها وبعثرت المصاحف الشريفة كما رمت عمائم رجال الدين على الأرض. وكشف البيان أن القوات الأمريكية تثير بذلك غضب المسلمين وتهين رموزهم وتنسى أن المساس بهذه الرموز لن يسكب على النار ماء. وقال البيان إن القوات الأمريكيةالمحتلة اعتقلت حتى الآن ما يزيد على ثلاثين إماما وخطيبا من أهل السنة، وفي الأسبوع المنصرم وحده اعتقلت ثلاثة من الأئمة والخطباء في حملة جنونية غير مبررة ومقبولة، حيث إن الذين تم اعتقالهم ليس لهم معرفة بالمقاومة، فيما تعلم هيئة العلماء شأنهم، بل إن بعضهم يصرح بضرورة المقاومة السلمية، وهذا مؤشر على أن وراء هذه المداهمات أغراضا أخرى غير التي يتم الإعلان عنها. وقال البيان نحذر قوات الاحتلال من عواقب هذه الأخطاء، ونطالبها بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ونقدم لها النصح بأن لا تغتر بقوتها، فإن أخشى ما نخشاه أن يندفع الشعب العراقي نتيجة لسياستها الخاطئة إلى انتفاضة عارمة يكون ثمنها غاليا من الطرفين، ومثلما أنها حريصة على جنودها فإننا حريصون كذلك على أبناء شعبنا. كما حذر البيان من أسماهم بالوشاة الخائنين ممن يعين ظلما وعدوانا على اعتقال هذه النخب الفاضلة من الرموز الدينية من أسوء مصير ينتظرهم في الدنيا والآخرة، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين. واستمرارا في هذا النهج التهجم على المساجد بالعراق قال شهود عيان إن قوات الاحتلال الأمريكي دهمت الأسبوع الماضي أيضا جامع عاتكة الكيلاني في حي الجادرية ببغداد بهدف اعتقال إمام وخطيب الجامع الشيخ أحمد مناف. وبعد أن تم العبث بالمسجد لم تجد القوات ساعة المداهمة الشيخ في منزله وقامت بحجز عائلته مهدده باعتقالهم إذا لم يسلم نفسه وهو أسلوب غير إنساني دأبت قوات الاحتلال على اتباعه مؤخرا، مما اضطر الشيخ لتسليم نفسه قبل يومين من موعد مناقشته للدكتوراه في العلوم إسلامية. وكانت قوات الاحتلال وزعت منشورات على أهالي الحي قالت فيه إن الشيخ المذكور يحرض على الجهاد ضد القوات الأمريكية.