توقع مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية سي.آي.إيه. مستقبلا مزدهرا ومسالما للحركات الاسلامية في العالم العربي، داعيا صناع القرار في واشنطن إلى التفكير بجدية في عدم تجاهل القوة التمثيلية لهذه الحركات، وبالتالي أهليتها للمشاركة في الحكم. ذلك ما يفصله غراهام فوللر المسؤول السابق ل سي.آي.إيه. في كتابه الجديد مستقبل الإسلام السياسي الصادر في أبريل الماضي. يقول فوللر، طبقا لما نقلته عنه صحيفة غلف نيوز الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية :من السهل جدا الترويج لمقولة معاداة الإسلام والمسلمين للغرب لكنها مقولة خاطئة. ويؤمن مسؤول سي. آي.إيه. السابق بآفاق تنافس مستقبلي سلمي بين الإسلام والليبرالية الغربية في حال التعامل بروح نقدية إيجابية مع الأطروحات السياسية للحركات الإسلامية في العالم العربي. شغل فوللر في السابق منصب رئيس للمجلس الاستخباري القومي في سي. آي.إيه. وألف كتابا في العام 2002 بعنوان الشيعة العرب ..مسلمون منسيون، كما درس اللغة العربية في جامعة هارفارد ومدرسة لبنانية في الولاياتالمتحدة. يقول فوللر :الحركات الإسلامية العربية بدأت تعطي دلالات على توجهها نحو الانخراط في العالم الحديث بعيدا عن المنحى الانتحاري ويؤكد على شرعية محاولة الحركات هذه إيضاح ماهية الحكم الإسلامي ونظرتها إلى كيفية بناء المجتمع ووسائل الوصول إلى تنفيذ ذلك. ويوجه المسؤول الأمني الأميركي السابق دعوة لصناع القرار في الإدارة الأميركية للاعتراف بأن ؛الحركات الإسلامية العربية هي القوى السياسية الأقوى وتمتلك القدرة على أن تشكل بديلا لبعض الأنظمة. ويلفت فوللر نظر واشنطن إلى اعتقاده بأن الحركات الإسلامية الرئيسية في العالم العربي هدفها تحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية فضلا عن قيادة طموح الغالبية العظمى من المسلمين نحو استعادة كرامتهم وهويتهم وإعلاء صوتهم بين الأمم. وفي هذا يقول إن هناك نظم حكم مختلفة في العالم منها السلمي والديموقراطي والمحافظ والآيديولوجي والبراغماتي، ولا ضير في وضع الحركات الإسلامية على المحك من خلال إتاحة الفرصة لها لتسلم الحكم. ويقول إنه :إذا ما أجريت انتخابات حرة في العالم العربي فإن بوسع الحركات الإسلامية الفوز في غالبيتها وخصوصا في العراق. يشار إلى أن فوللر -الأميركي من أصل اسكتلندي- تحدث أيضا عن افتتانه بالعرب منذ طفولته حين قرأ عنهم في مجلة ناشيونال جيوغرافي وهو في الثانية عشرة من العمر لافتا إلى أنه ألف كتابا حول تعلم اللغات الأجنبي