احتشد الملايين من سكان العالم ليلة أمس في شوارع كبرى المدن بأنحاء المعمورة للاحتفال بقدوم السنة الجديدة، غير أن الانفجارات التي وقعت في بغداد وإندونيسيا عكرت أجواء المحتفلين الذين حاولوا أن يتغلبوا أمس على مخاوفهم من وقوع هجمات إرهابية. الاحتفالات بالعام الجديد بدءا من طوكيو ثم لندن وحتى نيويورك وصولا إلى بكين كان القاسم المشترك بينها الألعاب النارية والموسيقى وحفلات الرقص، وكذلك رجال الشرطة الذين توزعوا بكثافة بين المحتفلين تحسبا لوقوع أي عمل يفسد أجواء تلك الاحتفالات. ورغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة الليلة الماضية فإن ذلك لم يمنع نحو 750 ألف شخص من النزول لشوارع نيويورك للاحتفال برأس السنة الميلادية. وقال رئيس بلدية الولاية مايكل بلومبرغ "لم نشهد يوما هذا العدد الكبير من الناس" وأضاف "أننا نعيش في عالم خطر وعلينا التكيف لكن هذا لا يعني أن الإرهابيين سيحولون دون مواصلتنا أعمالنا". وفي لندن انتشر نحو ثلاثة آلاف رجل أمن بين نحو مائة ألف شخص نزلوا لشوارع المدينة لسماع أولى دقات العام الجديد من ساعة بيغ بن، فيما احتشد آلاف آخرون قرب نهر التايمز للاستمتاع بعروض الألعاب النارية التي أضاءت سماء لندن. وفي روسيا نزل نحو 300 ألف رجل شرطة إلى الشوارع وسط مخاوف من تهديدات بقيام المقاتلين الشيشان بهجمات خلال الاحتفالات، وفي فرنسا تحدى الآلاف الجو البارد ونزلوا للشوارع للاحتفال بقدوم عام 2004. وفي العاصمة الألمانية احتشد نحو مليون شخص حول بوابة المدينة واستمتعوا بمشاهدة الألعاب النارية متحدين الثلوج ودرجات الحرارة التي انخفضت إلى دون الصفر. وفي سيدني حيث كانت أول مدينة في العالم تشهد قدوم العام الجديد، نزل نحو مليون شخص لشوارع المدينة واستمتعوا بمشاهدة عروض الألعاب النارية الضخمة التي أقيمت هناك. وحتى في أكثر مناطق العالم سخونة سياسيا وجد البعض طريقهم للاحتفال، ففي العاصمة الأفغانية كابل احتفل الجنود الأميركيون في ثكناتهم العسكرية بقدوم العام الجديد. وفي أفريقيا احتفل العديد من الدول مثل سيراليون وليبيريا بقدوم العام الجديد رغم الإبقاء على حظر استخدام الألعاب النارية، وفي جنوب أفريقيا حذرت الشرطة من أنها ستعاقب أي شخص يقوم بقذف أي شيء ثقيل من منزله للشارع مثل الثلاجات أو ما شابه. ولم تخل السنة الجديدة من الدماء والانفجارات والدموع، فقد استقبلت العاصمة العراقية العام الجديد بانفجار قوي في مطعم كان مكتظا بالمحتفلين خلف خمسة قتلى على الأقل وأكثر من 20 جريحا من بينهم سبعة في حالة خطيرة، وبين الجرحى ثلاثة مراسلين من صحيفة لوس أنجلوس تايم الأميركية. وفي إندونيسيا لم يكن الأمر مختلفا عن بغداد حيث بدأت أولى ساعات العام الجديد على إيقاع انفجار جديد أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وجرح نحو 32 آخرين، وقد حملت السلطات الحكومية حركة تحرير آتشه مسؤولية الانفجار. وفي الفلبين عكرت بهجة الاحتفال برأس السنة الجديدة اندلاع حريق عرضي ناجم عن انفجار مفرقعات نارية في أحد الأسواق، خلف 15 قتيلا فيما لا يزال 24 شخصا آخر في عداد المفقودين. المصدر :الجزيرة + وكالات