هو إخلاء عن طريق الفم قسرا على شكل تشنجات لمحتوى المعدة، ويجب التمييز بينه و بين الارتداد الذي هو صعود بسيط لمحتوى المعدة إلى الحلق أو تجويف الفم . لنتعرف أكثر على هذا العرض الشائع، عن مسبباته ومضاعفاته وخصوصا متى يجب استشارة الطبيب ومتى يكون الأمر خطيرا…سنستثني من هذا المقال حالات التقيؤ عند الأطفال وسنقتصر فقط على البالغين. يمكن تقسيم أسباب القيء إلى خمس فئات: تأتي على رأسها الأسباب الهضمية كالتسمم الغذائي والالتهاب المعدي، إضافة إلى الأسباب الجراحية كحصى المرارة، فتق الحجاب الحاجز والأورام…, تليها الأسباب العصبية: الشقيقة، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة و المينانجيت…ويمكن أن ندرج مع هذه الفئة العوامل النفسية كالشره المرضي وفقدان الشهية العصبي. كما يمكن للقيء أن يرتبط أيضا باضطرابات الأذن الداخلية وفي هذه الحالة يكون مصحوبا بالدوخة. هذا بالإضافة إلى الأسباب الدوائية ومنها العلاج الكيميائي لمرضى السرطان. وتبقى الأسباب الأخرى كالفشل الكلوي والأزمة القلبية ولا يجب أن ننسى كذلك أن هذا العرض هو شائع جدا أثناء الحمل. كيف أتصرف في حالة الغثيان والقيء؟ إذا كنت تشعر في رغبة في التقيؤ حاول الاستلقاء قليلا أو المشي مع التنفس بعمق وبسرعة لعشر مرات فهذا قد يخفف عنك الشعور بالغثيان بل قد يمنع حدوث القيء و إلا فعليك الانحناء إلى الأمام إلى أن تفرغ من التقيؤ مع بصق كل ما بقي في الفم على الفور فهذه أمور مهمة فهي تجنب المرضى وخصوصا المسنين مضاعفات ناتجة عن مرور بعض محتوى المعدة إلى الرئتين والذي يتسبب في التهابات تعفنية على مستواهما. بعد التقيؤ لا تتناول الطعام، يمكنك أن تشرب الماء في رشفات صغيرة لأن شرب السوائل بكمية كبيرة دفعة واحدة قد يسبب في عودة التقيؤ من جديد. انتظر بضع ساعات ثم تناول كمية كافية من السوائل و المعادن لتجنب الاجتفاف مع تناول وجبات صغيرة و متكررة ويفضل أكل الأطعمة الباردة على الساخنة كما يجب تجنب تناول الأطعمة الدهنية والحارة وتجنب كذلك شرب القهوة والكحول والتدخين الاستلقاء مباشرة بعد الطعام. متى يجب زيارة الطبيب؟ إذا صاحب التقيؤ إمساك لأكثر من 48 ساعة أو الإسهال لأكثر من 24 ساعة. إذا كان شخص مسن يعاني من القيء والإسهال بصفة متكررة. إذا كان مصحوبا بألم شديد أو حمى. إذا كان مصحوبا بدوار عنيف ومفاجئ. إذا رافقه صداع في الرأس أو الم في المعدة، أو نعاس و خمول. أما الحالات الطارئة التي تستوجب نقل المريض إلى المستعجلات: إذا رافق القيء حالة من الارتباك العام . إذا كان الشخص قد تقيأ الدم، في حالة حدوث القيء في غضون 48 ساعة بعد إصابة في الرأس. إذا اقترن بألم في الصدر. أو اذا كان المريض يتقيأ و كأنه يقذف محتوى المعدة بقوة كل صباح مع صداع أمامي في الرأس و خلل في الرؤية والمصحوب بحساسية للضوء.