الوداد كان بطل المباراة والدقائق الأخيرة انكوى بنارها أوسكار أسد إفريقيا بدون منازع لم تكن رحلة الوداد الرياضي إلى كوماسي الغانية بالشهلة، نظرا لطول المسافة وحالة الطقس، كما أن أشانطي كوتوكو تحكم في مفاتيح المباراة بشكل جيد، ويمكن القول أن عزيمة اللاعبين وصمودهم وحنكة أسد إفريقيا أوسكار فيلوني، وتآزر الجميع من مسؤولين وطاقم، ساهم بشكل واضح في تتويج الوداد بأول كأس كأول فريق مغربي، مما سيعطي طبعا دفعة قوية لجاره الرجاء الرياضي في مباراته ضد الزمالك المصري، وكذا إعطاء نوع من الدفء لكرة القدم الوطنية من أجل مزيد من الاستقرار، فهنيئا للوداد وحظا سعيدا للرجاء. يمكن القول أن السوط الأول كان مجمله لصالح الفريق الغاني أشانطي كوتوكو، ومنذ الثانية الأولى كشر وشانطي عن أنيابه، وقام بمحاولات خطيرة وجدت فريقا متماسكا، تحمل عبء الشوط الأول بكل عزيمة وصمود، وإجمالا يمكن القول إن هذا الشوط عرف غيابا تاما للهجوم الودادي، المكون من بوجمعة والراجي اللذين ظلا معزولين عن بقية زملائهما، كما أن وسط الميدان ظل جامدا، ولم نسجل أي تحرك من أجل الحد من خطورة المهاجمين الغانيين؛ الذين يتجاوزون وسط الميدان بكل سهولة ليصلوا إلى مربع العمليات للحارس الجرموني دون مشاكل، رغم أن الخطة التي رسمها أوسكار فيلوني هي (3 5 2) وهي خطة من المفترض أن تعطي حضورا أكبر لوسط الميدان، لكن الواقع كان عكس ذلك، مهاجمي أشانطي وجدوا أنفسهم أحرارا في غياب حراسة لصيقة، وهذا المعطى ساهم بدوره في خلق الكثير من فرص التسجيل، التي غالبا ما تجد اللاعب طلحة أو الجرموني، اللذين أنقذا مرمى فريقهما في أكثر من مناسبة، ورغم تغيير أماكن بعض اللاعبين خاصة بوجمعة الذي رجع إلى وسط الميدان، وصعود مديحي إلى الهجوم فإن ذلك لم يغير شيئا. الشوط الثاني عرف في البداية ضغط الفريق الغاني، الذي واصل حضوره من أجل تسجيل هدف السبق يعطيه تعادلا مع الوداد، وهو ما تأتى له في الدقيقة العاشرة بعد احتساب الحكم المصري جمال الغندور هدفا مشكوكا في صحته، هدف أثار حماس أشانطي لتسجيل أهداف أخرى، لكن في المقابل تحرك الهجوم الودادي خصوصا بعد دخول أيت العريف، الذي أضاف نفسا جديدا للوداد وحرك هجومه بشكل كبير، وهو ما ظهر واضحا حين انفرد الراجي بمدافعي كوتوكو لكنه ضيع الفرصة، ومع توالي الدقائق ازدادت خطورة الفريق المحلي مع تواصل غياب وسط الميدان لفريق الوداد، وهو ما جعل أوسكار يقحم باحفيظ مكان شمس الدين وهو ما يمكن اعتباره نقطة تحول في المباراة، حيث تمكن من الحصول على أول زاوية سجل من خلالها طلحة هدف التعادل الذي بعثر أوراق الفريق الغاني، وبعد تسجيل الهدف سيطر أشانطي على المباراة في محاولة للعودة، لكن لا شيء تغير حتى حدود الدقيقة 76، إلى أن أضاف الهدف الثاني الذي فتح بارقة أمل، حيث تواصلت هجومات الغانيين وضغطهم، إلا أن صمود وعزيمة اللاعبين كانا بالمرصاد لينتهي اللقاء بتتويج أشبال أسد إفريقيا أوسكار أبطالا لإفريقيا، وهي الأولى من نوعها التي فاز بها فريق مغربي بعد أن عجز عن ذلك فريق الجيش سنة 1997. الوداد كان بطل المباراة، مع أن الدقائق الأخيرة انكوى بنارها، وأوسكار أثبت أنه أسد إفريقيا الذي يعرف متى يزأر، ليحسم بخبرته وتجربته مباراة صعبة جدا، ويعود بلقب إفريقي من قلب كوماسي. ونحن بدورنا نهنئ اللاعبين والمسؤولين على المجهودات التي بذلوها، ونهنئ الجمهور المغربي بصفة عامة والودادي بصفة خاصة، على حصول الوداد على هذه الكأس.