لقي أكثر من 30 شخصا حتفهم واعتبر آخرون في عداد المفقودين، إثر فيضانات ناجمة عن هطول أمطار غزيرة في عدة مدن مغربية. وقد تسببت الأمطار بفيضان نهر بن غريبي الجاف في منطقة سطات جنوبي العاصمة الرباط وجرف معه 31 شخصا، وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 23 جثة يوم أمس في حين لا يزال ثمانية أشخاص في عداد المفقودين. وقال مراسل التجديد بمدينة سطات إن المياه جرفت سيارات وغمرت الحي الجامعي وعدة مساكن، كما أفاد بانقطاع خط السكة الحديدية بين البيضاءوسطات، كما غمرت المياه الحي الصناعي ببرشيد وكذا الحي الحسني بنفس المدينة. ورجحت فرق الإغاثة أن يكون شخصان آخران قد لقيا حتفهما إثر فيضان نهر في مدينة ابن أحمد الواقعة أيضا في إقليمسطات. وفي قرية مولاي يعقوب قرب مدينة فاس تسببت الأمطار في مأساة أخرى، حيث قتل رجل وأربعة من أبنائه مساء أول أمس إثر انهيار منزلهم. كما أغلقت الفيضانات خط السكك الحديدية بين العاصمة الاقتصادية للبلاد الدارالبيضاء ومدينة مراكش الجنوبية. وقالت مصادر رسمية إن عدد القتلى مرشح للارتفاع مع استمرار هطول الأمطار المسببة للسيول الجارفة التي قد تكون جرفت معها عددا آخر من الأشخاص. وتعتبر هشاشة التجهيزات والبنية التحتية والبناء العشوائي أسباب هذه الكارثة، وكانت كارثة مشابهة وقعت بنفس المناطق العام الماضي، وأدت إلى مقتل أكثر من 15 شخصا، حيث وعدت السلطات بإصلاح الوضع لتجنب مثل هذه الكوارث لكن لا شيء من ذلك تحقق. وتوجه وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل إلى منطقة سطات لمعاينة الخسائر واتخاذ الإجراءات الملائمة لمساعدة المنكوبين. تجدر الإشارة إلى أن الأمطار الغزيرة التي تهطل بالمغرب تأتي بعد أربعة أعوام من الجفاف وقد تجاوز منسوبها في بعض الأحيان 100 مليمتر حسبما أفادت أجهزة الأرصاد الجوية المغربية. من جهة أخرى غمرت المياه عدة أحياء في مدينة بني ملال، وقد تضررت أحياء الأطلس والمنزه والرياض وتجزئة المغرب العربي، وتجزئة عين أسردون، وحي الشهداء ودوار للاعيشة وسوق المتلاشيات (لافيراي) وحي قصر غزافات. وكانت هذه الأحياء قد تضررت في الأسبوع الماضي من أمطار مشابهة. وسبق لسكانها أن تقدموا إلى كل من المجلس البلدي ووالي الجهة وعامل الإقليم بعدة شكايات قصد رفع الضرر، إلا أن هذه المحاولات لم تلق آذانا صاغية. وكانت مدينة المحمدية وسلا الجديدة والقنيطرة وعدة مدن مغربية أخرى قد عرفت فيضانات مماثلة. وتعتبر الأودية الموسمية وغياب تجهيزات لاحتوائها وهشاشة التجهيزات القائمة وضعف صيانتها وراء مثل هذه الكوارث التي عرفتها عدة مدن مغربية. وعلمنا أن فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب توجه إلى الحكومة بسؤال آني في الموضوع. كما تقدم النائب الأستاذ محمد يتيم بسؤال كتابي إلى الوزير الأول حول الإجراءات التي تعتزم حكومته القيام بها من أجل تفادي مثل هذه الفيضانات الموسمية في بني ملال، ومن أجل مساعدة السكان المتضررين. أما النائب الدكتور عبد القادر عمارة، فقد زار المتضررين من فيضان مماثل أصاب منطقة العيايدة بسلا الجديدة، واتصل بمختلف الجهات المعنية بالعمالة لرفع الضرر عن المواطنين. كما أن النائب الأستاذ نور الدين قربال من جهته اتصل بالوزير الأول يوم الإثنين 20 رمضان 1423 الموافق 25 نونبر 2002، قبل افتتاح الجلسة العامة الخاصة بمناقشة التصريح الحكومي، بالسيد الوزير الأول بخصوص الفيضانات التي تعرفها مدينة المحمدية، ووعده السيد الوزير بالإعلان الرسمي عن بداية أشغال سد واد المالح، تفاديا لكل فيضانات محتملة، وذلك أثناء رد الوزير عن تدخلات الفرق البرلمانية. وفي نفس الموضوع أصدر المكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بسطات بيانا يتقدم فيه إلى أسر الضحايا والمتضررين بأحر تعازيه ويطالب فيه وزير الداخلية ووزير التجهيز وكل الأطراف المعنية بالتدخل العاجل من أجل مساندة كل المتضررين، وإيجاد حلول جذرية لتجنب مثل هذه الكوارث مستقبلا. محمد أعماري