خلق تركيز التصريح الحكومي على القضايا الإقتصادية والتعميم المفرط في القضايا الإجتماعية حرجا لكثير من أحزاب الأغلبية ،بحيث غاب الحماس وبدت تصريحات أغلب رموزها باردة ومتناقضة اتجاه تصريح إدريس جطو .ففي الوقت الذي قال عنه رئيس الفريق الاتحادي إنه عبرعن نية حسنة ّ ،اعتبره العياشي المسعودي عضو التحالف الاشتراكي تصريحا جامعا مانعا ، فيه أهداف أكثر دقة من تلك التي وضعتها الحكومة السابقة . وعكس ما ذهبت إليه افتتاحية جريدة العلم يوم الجمعة 23/11/2002 من كون التصريح الحكومي جديدا والحكومة جديدة وليس استنساخا وتكرارا للمشاريع والأهداف والقيم السابقة، يمتاز بالدقة والشمولية، فإن عبد الرزاق أفيلال رئيس القريق الاستقلالي بمجلس النواب بل رآه فاقدا للدقة ومغيبا لبعض القضايا الإسلامية من قبيل موضوع الزكاة الذي لم تحدد له مداخيل . المكتب التنفيدي للتجمع الوطني للأحرار وبعد مدارسة التصريح المذكور خلص إلى الاكتفاء بالمساندة النقدية عوض المساندة المطلقة المفروضة في حزب يشارك في الحكومة بستة حقائب، ويرجع دلك حسب المتتبعين إلى غضب نواب الحزب ومستشاريه على عدد ونوعية الحقائب التي أسندت له والتي لا تمثل حسب زعمهم حجم الحزب السياسي بالبرلمان ،نفس الموقف اتخذه المكتب التنفيدي لجبهة القوى الديمقراطية في غياب الكاتب العام التهامي الخياري، والذي سبق وأعلن عقب عدم إشراك الجبهة ضمن تشكيلة حكومة جطوعن موقف المعارضة . من جهتها عبرت أغلب أطراف المعارضة عن عدم تفاؤلها بالتصريح الحكومي ولم تر فيه من التدقيق والوضوح الذي من شأنه توفير حلول ملموسة لمشاكل البلاد ،بقدر مارأته عرضا مشخصا للمشاكل التي تعاني منها البلاد ومتمنيات لتجاوزها ،مع أن المغاربة يستعجلون الحلول والدواء لأدوائهم بمختلف تمظهراتها. وأمام خيبة البعض وارتباك وبرودة البعض الآخرداخل كوكبة أحزاب الأغلبية اتجاه تصريح جطو، يتسائل المتتبع هل سيشكل ماسبق ذكره بداية مسلسل لمتاعب قد تعترض الوزير الأول من بداية الطريق ؟ خاصة وأن قيادة الأحزاب التي رتب معها فريقه الحكومي لم تعد لها سلطة قوية على نوابها ومستشاريها ونخبها بصفة عامة، وأن التصريح قد يصوت عليه بالرفض من طرف نواب من الأغلبة أم أنها انتفاضة ومواقف سرعان ما ستنسخ بأوامر خفية تقلب اللا آت نعم والغضب العاتي رضى مطلقا . أبو بكر