خلفت مواقف أمريكا اتجاه العراق ردود فعل عربية ودولية، خرج الأوروبيون بإيطاليا في مظاهرات حاشدة ولم تستثن المظاهرات أمريكا نفسها ،و نظمت مبادرة دعم العراق بالمغرب مهرجانا بمسرح محمد الخامس حملت على إثره شعارات تندد بمواقف أمريكا وتدعو لمقاطعة بضائعها وبضائع بريطانيا، ارتأت التجديد الاتصال ببعض الفعاليات من خارج المغرب للإدلاء بآرائهم في الموضوع، حيث أجمعوا على ضرورة وحدة عربية للتصدي لأطماع أمريكا في المناطق العربية تحت حجة مكافحة الإرهاب. زهور حذام أستاذة باحثة عضو المؤتمر القومي الإسلامي-سوريا لا أظن أن أحدا ممن تابع تصريحات الإدارة الأميركية، منذ 11 شتنبر وحتى قبيل احتلال أفغانستان ، لم يستمع إلى تبرئة العراق من تهمة الإرهاب، ومن العلاقة مع تنظيم القاعدة، وحتى إلى تعليل الإدارة الأميركية شهادة البراءة تلك باختلاف إيديولوجيا النظام العراقي عن إيديولوجيا القاعدة، واستدلالها على ذلك باستمرار قمع الأصوليين الإسلاميين في العراق. فما الذي حدث بعدها، واستنفرت الماكينة العولمية الأميركية؟ ، وكيف تحول التجييش ( بالضبط بمعنى الحملة الصليبية ، وكان الرئيس بوش قد أعتذر عن انفلات التعبير من لسانه ) لاسترجاع الذريعة القديمة ( أسلحة الدمار الشامل)، مدعمة بكامل التحديثات اللازمة عن إصلاح الديكتاتورية، التي لم تكن منظورة سابقاً، لاعند العراق ولا عند غيره. بذلك تكتمل الكذبة الفضيحة، التي يعترف بها جميع أبناء الله الطيبين في هذا العالم، وتزكم الأنوف رائحتي النفط و"اسرائيل "خلف قرار مجلس الأمن 1441، كما تستقر المعايير المزدوجة شريعة للنظام الدولي الجديد، حنيما يغفل عن عشرات الدول المالكة لأسلحة الدمار الشامل، وأولها "اسرائيل"، التي خالفت بهذا الشان جميع القرارات والاتفاقيات الدولية، ثم لايرى سوى العراق المحاصر والمنهك، والذي أمعنت فرق التفتيش الدولية البحث فيه دون طائل! وها هو الرئيس بوش، هولاكو القادم هذه المرة من الغرب، يعد الشعب العراقي بالإصلاح والديمقراطية، وقد علمتنا تجربة شعوبنا وتاريخ صراعها مع الغرب قديماً وحديثاُ، أنه لايحمل معه إلا الخراب، ولن يهتم إلا بمصالحه. من أجل ذلك لن يكتفي هولاكو هذه المرة باحتلال العراق، بل أعتقد جازمة بأنه سيحاول إعادة رسم خارطة المنطقة العربية والشرق الأوسط كله، فقد حانت الفرصة بعد استفراده بالعالم ، وبخاصة حين تمكن من تحقيق الإجماع الدولي ، وتطويع الأنظمة المحلية؛ التي لجأت إلى حمايته من غضب شعوبها ، وسبق لها أن تدربت على الخضوع لقيادته في التحالف الدولي السابق ضد العراق!. بكلام آخر سيسعى هولاكو الجديد هذه المرة إلى تجفيف منا بع الاضطراب ( أو الإرهاب بلغة حداثية ) في المنطقة العربية لضمان مستقبله الاستراتيجي كله، أليس هو نهاية تاريخ هذا العالم ، ثم إذا كان هو حاكم العالم، فلماذا لا تكون "اسرائيل" حاكمة المنطقة؟ أليست هي أيضاً في ثقافة هولاكو الأميركي أرض الميعاد، إن لم تكن الميعاد ذاته؟. لكن التاريخ سيبقى رغم كل شئ أكبر معلم، فإذا كان هولاكو المغولي لم يذكر في التاريخ القديم، إلا بعد تدميره بغداد لؤلؤة الحضارة العربية الإسلامية ، فإن هولاكو الأميركي لن يذكر أيضاً إلا مرافقا للتدمير والهمجية الحديثة، وستبقى قيم الشعوب وحدها هي الخالدة
الأستاذ محمد السلفي مستشار قانوني ومحامي السعودية بالنسبة لرأيي في موضوع العراق أرى أنه يلفه صمت عربي، لعدة أسباب لا يختلف فيهماأي منصف ، السبب الأول يكمن في القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية الرهيبة التي تتمتع بها الولاياتالمتحدةالأمريكية .السبب الثاني يرجع إلى السيطرة الصهيونية على معظم زعماء العرب بشكل مباشر أو غير مباشر. السبب الثالث هومن لم تتم السيطرة عليه ، فإنه خوفه على سلطانه هو المسيطر عليه . الرابع: ضعف الإحساس لدى العرب ، إذ أن ما يتعرض له العراق الآن ليست مرحلة غضب أمريكية كما يدعيه إعلامهم ، وإنما جاءت بعد مراحل متعددة نفذت على مر السنين بخطوات مدروسة تم خلالها تعويد المسلمين على مثل هذه الجراح بحيث تتولد لديهم المناعة الكافية لأن يحسوا بها ، فما دام وطني بخير فلا علاقة لي بالبلد الأخر . أضف إلى ذلك كله ، ما هو معروف عن العرب حالياً من التفرق في كل شيء حتى في الأمور التافهة كالرياضة وغيرها ، وأصبح معروفا عن العرب بأنهم لم يتفقوا أبدا إلا على أمر واحد فقط ، وهو : أن لا يتفقوا أبدا ، أي اتفق العرب على ألا يتفقوا . ومع كل يوم جديد ستكون مستجدات في القضية إلا أنها لا تخرج عن هذه الأسباب الرئيسية . أما بالنسبة لعجز الأممالمتحدة في ضبط أمريكا ، فأطرح السؤال هل هناك أمم متحدة ، وهل هناك هيئة حقيقية للأمم المتحدة ، وهل صدرت قرارات من هيئة الأممالمتحدة معارضة لقرارات أمريكا جذريا حتى الآن ، وإن وجدت فهل تم تطبيقها .. وأسئلة أخرى ، الكل يعرف إجابتها ، لكنه يستمر في عملية التساؤل والاستغراب والتعجب .
محمد جمال صحفي مصر عموما موضوع العراق له جذور تاريخيه وهي ترتبط بالصراع العربي الصهيوني من حقبة عام 48 وحتى عام 73، لما غفل العرب وتماسكوا للحظات وكان موقفهم بالتمسك بسلاح البترول ، للضغط على العالم من أجل القضية الفلسطينية والحق العربي رضخ الغرب والأمريكان كلهم وكان سلاح واقعي ومؤثر ولكن في هذا الوقت فقط صمم الأمريكان والصهاينة أهل الغرب كلهم ان يلوا ذراع العرب وينهو احتكار هذا السلاح أخذوا يتدبروا أمرهم طيلة 20 سنة والعرب غافلين، بعد الحرب مباشرة بدأت مرحلة من التفكك ، حيث انغمس العرب في خلافاتهم من الداخل، وذهب كل حاكم لمصالحه الشخصية وتركوا مصلحة الوطن الأكبر، وكل يشتم في هذا وذاك يشتم في ذاك وهكذا بدأت مرحلة خطيرة وعصيبة في تاريخ العرب الحديث من التمزق والتفكك الذي لم يشهده التاريخ العربي من قبل إلا في عهد سقوط الأندلس،في هذه الأيام كان مفروض مشروع وحدة عربية تضم هذه الحكام العرب والمسلمين في اتحاد عربي إسلامي واحد، هذا التوقيت لم تجدأمريكا حلا لشل هذا التكتل سوى انها تلجأ لحاكم عربي جاهل تستطيع من خلاله ان تفكك هذا التكتل المزمع عقده ولأن امريكا بعد حرب 73 أدركت خطورة سلاح البترول ففكرت كيف تقضي على هذا السلاح. إعداد خديجة عليموسى