إذا كانت ليوم 18 نونبر دلالات تاريخية بارزة في حياة الشعب المغربي فإنه يمثل كذلك يوما مشهودا في تاريخ وكالة المغرب العربي للأنباء( ومع). ذلك أنه إذا كان يوم 18 نونبر 1956 قد دشن عهدا جديدا لمغرب حر فإن 18 نونبر 1959 يترجم إرادة البلاد التي ستوفر لنفسها بعد ثلاث سنوات فقط من استقلالها وكالة أنباء قادرة على المساهمة في نشر أهداف ووجهات نظر المملكة المغربية في الداخل والخارج. ومن شركة مجهولة الإسم ستتحول (ومع) سنة 1977 إلى مؤسسة عمومية تتوفر على الشخصية المعنوية والإستقلال المالي وتقع تحت وصاية السلطة الحكومية المكلفة بالإعلام. ومع أن بعض أوراش تطوير المؤسسة توجد قيد الإنجاز فإن حصيلة عمل (ومع) تظل إيجابية في عمومها بالنظر إلى السياق العالمي الجديد الذي تطبعه المنافسة المحمومة بين وكالات الأنباء التي تواجه تحديات التكنولوجيات الجديدة للإعلام والإتصال. ومن مسقط رأسها بساحة العلويين إلى شارع علال بن عبد الله مرورا بزنقة اليمامة تواجدت وكالة المغرب العربي للأنباء دائما في القلب النابض لمدينة الرباط . فخلال 43 سنة من تواجدها عرفت الوكالة تحولات عميقة سواء على مستوى الإطار المؤسساتي والمهني أو على مستوى مواردها البشرية وإمكانياتها اللوجيستكية وظلت وفية لشعارها" الخبر مقدس والتعليق حر" . ومن أبرز المؤشرات على الأهمية التي توليها وكالة المغرب العربي للأنباء للتكنولوجيا الجديدة واستخدامها في آليات اشتغالها إدخال المعلوماتية إلى أقسام التحرير وإدماج التكنولوجيات الجديدة للإعلام والإتصال في الحياة اليومية للمؤسسة . وإذا كان تواجد شبكة كبيرة من المكاتب والمراسلين على المستوى الجهوي يبرهن على حضور الوكالة المتميز على المستوى الوطني فإن المؤسسة تمكنت من فتح ما لايقل عن عشرين مكتبا في العواصم والمدن الكبرى عبر العالم إضافة إلى إيفادها ل 14 مراسلا في الخارج وذلك منذ أن فتحت الوكالة أول مكتب لها بالخارج بباريس سنة 1976. ومن منطلق حرصها على تطوير علاقاتها المهنية مع مختلف وكالات الأنباء الأجنبية أبرمت وكالة المغرب العربي للأنباء أكثر من 50 اتفاقية للتعاون وتبادل الأخبار مع وكالات أنباء عربية وأوروبية وإفريقية وأسيوية وأمريكية لإيصال صوت المغرب إلى مختلف أنحاء العالم . كما أن الوكالة عضو نشيط في العديد من التجمعات المهنية كفيديرالية وكالات الأنباء العربية(فانا) ووكالة الأنباء الاسلامية الدولية (إينا)ومجمع وكالات أنباء اتحاد المغرب العربي ورابطة وكالات الأنباء المتوسطية ومجمع وكالات أنباء بلدان عدم الانحياز الذي كانت (ومع) من أعضائه المؤسسين . وفي الوقت الذي تطفىء فيه وكالة المغرب العربي للأنباء شمعتها ال 43 فإنها تبدو عازمة على رفع التحديات المهنية من خلال الاستجابة لحاجيات المشتركين وضمان تأهيلها باستمرار من خلال مسايرة التطورات التي يعرفها الحقل الإعلامي . بقلم : فايزة الدكالي