على إثر ما نشرته مجلة "نساءالمغرب" عن الأستاذة بسيمة الحقاوي تكتسب الصحافة قيمتها من خلال تحريها الدقة في المعلومات، مما يجعلها تنزع احترام القارئ مهما كانت توجهاته. لكن عندما تستهين بعض المنابر بهذا القارئ وتفترض جهله مسبقا واستعداده لتصديق الكذب، تستحق أن ينعتها بمجلات " أخبار السوق" التي قد يقتنيها مواطن مسحوق يبحث عن الفرجة وهو يستقيل حافلة متآكلة بعد أن عرضها عليه بإلحاح بائع " الزريعة وكاوكاو" ..! في صفحات غابت عنها الاحترافية كتبت مجلة " نساء المغرب" ( العدد الأخير نونبر2002) عن البرلمانيات المغربيات وأثارت بعضا من حياتهن السياسية والثقافية، دون أن تنس تصنيفهن حسب مشاركتهن في مسيرتي الدارالبيضاء أو الرباط!! كمعيار جديد قد يكتب في بطاقة الهوية الوطنية لاحقا، ابتكرته هذه المجلة النسائية التي بدأت تخوض غمار السياسة لكن على طريقة قراءة الطالع أوالأبراج... ربما يرجع ذلك إلى اعتيادها على الإشاعة والإثارة...! مضى الكلام بأمن وأمان وهو يعرف بالبرلمانيات من مختلف الأحزاب، وفجأة أخذته الرجفة عندما جاء دور برلمانية حزب العدالة والتنمية الأستاذة بسيمة الحقاوي، فمشت الكلمات معكوسة وخرجت المعاني مقلوبة على رأسها تدق طبول الحرب بعد أن صعب عليها الاعتراف بالحقائق كما هي... وانتصب شبح خطة إدماج المرأة في التنمية، ليبيد آخر ما تبقى من موضوعية صحفية منتظرة من منبر يدعي الحداثة، وهكذا انقلب اسم "بسيمة الحقاوي" إلى "سمية الحفناوي"! التي وصفت " بزعيمة الحرب" و"السريعة التكفير"... في الذاكرة المغربية عندما يراد الإشارة إلى كلام غير ذي قيمة يقال : "إنه كلام نساء" فهل يصح هذا في حق تلك الحكايا لنقول: إنه كلام نساء أعماهن التعصب وأشياء أخرى؟! لأن هذا القلم المجهول الهوية؛ جرد نفسه من أية قيمة علمية، فقد دخل في تحليل لآراء نسبها إلى الأستاذة الحقاوي بطريقة مستوحاة -ربما- من فيلم " كيد النسا"! وللإشارة فقد تلقت "منظمة تجديد الوعي النسائي" عدة مكالمات من مختلف أنحاء المغرب تستنكر ما جاء في مجلة نساء المغرب وتطالب بالرد بالطرق المتعارف عليها قانونيا. أما إن افترضنا حسن نية المجلة، فالواجب أن نصحح لها معلوماتها، وننصحها بالاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات... فالأستاذة بسيمة الحقاوي رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية: حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس الاجتماعي، أنجزت عدة بحوث وشاركت بها في مؤتمرات دولية ووطنية. و كانت ضمن الوفد النسائي الذي استقبله جلالة الملك للنظر في إصلاح الشأن النسائي، وأشرفت بعد ذلك على صياغة مقترحات تعديلات مدونة الأحوال الشخصية، التي قدمت للجنة المختصة. حاورتها عشرات الصحف والمجلات الدولية والوطنية واستضافتها عدة محطات تلفزية وطنية ودولية منها قناة الجزيرة، وهي عضو نشيط في كثير من مؤسسات المجتمع المدني. و كانت وكيلة اللائحة الوطنية لحزب العدالة والتنمية والتي حصدت في كل ربوع المملكة و حتى في الدوائرالتي لم يغطها الحزب؛ أصواتا قياسية كادت تعصف بحسابات الكوطا النسائية لولا روح الديمقراطية والتوافق والحرص على مصلحة الوطن التي أبان عنها حزب العدالة والتنمية! وقد اعترف الإعلام الدولي بالتعاطف الشعبي الذي نالته لائحة وطنية نسائية على رأسها الأستاذة بسيمة الحقاوي، التي دخلت إلى قبة البرلمان هي و زميلاتها من حزب العدالة والتنمية بسند جماهيري منقطع النظير. ولتبحث مجلة نساء المغرب عن باقي الحكاية !؟، إن كانت فعلا تربطها بالنزاهة والديمقراطية والحداثة خيوط، عندها سيتبين للقارئ تلقائيا كيف تفكر برلمانية حزب العدالة والتنمية؟ ويعرف من يريد الحرب ومن يسعى للسلم؟! وإلا فصور باريس وصور الفاتنات وكلام " في الحب من أونظرة...وقصص الغرام الهوليودي يغني المجلة المترجمة عن المناوشات السياسية و"صداع الرأس"!! سعاد لعماري