- الدكتور شكيب بناني (3( عن الصبية الذين "أفحموا" فريق العدالة والتنمية بدا الدكتور شكيب بناني مسرورا حين ترك للذاكرة فرصة للفحص فيما مضى من الحملة الانتخابية.. ثم ازداد ارتياحا وهو يستنتج مع ذاته عند نهاية الفحص أن جل مراحل الحملة كانت ظريفة بالنظر إلى التقدير والاحترام الذين حظي بهما لا من طرف مواطني مدينة تمارة حيث ترشح ولا أيضا من طرف منافسيه من الأحزاب الأخرى أيضا.. هؤلاء كانوا، في رأي الدكتور، "ضعافا" رغم أن جلهم "أصحاب الشكارة"، إما يحملون صفة رئيس مجلس بلدي أوعلى الأقل يحملون على عاتقهم مسؤولية ضمان "حرز" برلماني لشركات ومشاريع وهلم جرا. فجلهم، كما يقول الدكتور بناني، اصطدموا خلال الانتخابات الأخيرة بوعي شعبي جعلهم محل "سخرية" الجميع، بعدما ضجر المغاربة من انتخابات مغشوشة بنواب "مغشوشين" لا يسمنون من جوع غير بطونهم. الطابع الظريف للحملة الانتخابية بالنسبة للدكتور بناني لم يمنع من أن تبرز بينه "مستملحات" أكثر ظرافة.. منها ما حكاه عن صبية أغاظهم مرشح "العدالة والتنمية" وفريقه المساند في الحملة فأبدعوا للتو شعارا فيه غيظ ممزوج بكثير من الطرافة.. قال إنه حين أراد أن يخرج من أحد "الدواوير الصفيحية" بعد انتهاء جولته بها، تجمع حوله مجموعة أطفال يطلبون مالا على غرار ما عهدوه من "كرم" لدى باقي المرشحين.. ثم إنهم حين قوبل طلبهم بالرفض جعلوا يضربون بأيديهم سيارات الفريق المساند للدكتور ومع ذلك لم يشفع تصرفهم في تبديل رأي الفريق، فقرر الأطفال رفع شعار من وحي اللحظة يمدحون فيه مرشحا أخر "يطلق جيبه" سخاءا وينتقدون بالمقابل فريق "العدالة والتنمية".. رددوا بصوت واحد "الفلاني هو خونا وصحاب شكيب دوخونا".. تصرف الصبية، كما يروي الدكتور بناني، لطف من الصورة - المأساة التي رسمها وفريقه عن حي صفيحي بئيس، ولأنه كذلك فكثيرا من النواب السابقين - غفر الله لهم- لم ينكفوا لحظة عن شراء أصوات مواطنيه مقابل الوعد بتحقيق حلم بريئ يكفل نجدتهم من واقع صلد حد المرارة، غير عابئين بأن شراء أحلام المحتاجين مثل شراء الذمم.. كلاهما ذميم. مثل هؤلاء النواب لم يجدوا غضاضة، كما يحكي الدكتور بناني، في توزيع المال جهارا أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة.. أحدهم لم يكد يغادر المسجد بعد صلاة العشاء حتى تجمع حوله الناس.. المشهد حرك فضول الدكتور لمعرفة سبب التجمع.. دنا أكثر من الجمع فكان أن رأى المرشح المعلوم يفرق أوراقه، "المالية" طبعا، على المتحلقين حوله بلا خجل ولا وجل.. من جملة المواقف التي أغضبت الدكتور بناني أيضا ما ارتبط منها بشأن عيادته الطبية الخاصة بالدائرة المترشح بها، إذ روى أن كان بعض السكان لا يجدون حرجا في طلبه مراقبات طبية مجانية مقابل تصويتهم لصالحه، بل إن أحدهم ذهب أبعد من ذلك حين عبر عن رغبته في ضمان خمسين صوتا مقابل حصوله على مراقبة طبية مجانية له ولعائلته جميعها حتى "يرث الله الأرض ومن عليها".. راميا بخطاب "المصلحة العامة" الذي حاول الدكتور تكريسه في حملته عرض الحائط.. فمصلحته الأولى وبعدها الطوفان. يونس