عقدت أندية المجموعة الوطنية ندوة صحافية لتسليط الضوء على آخر القرارات التي اتفقت عليها هذه الأندية في إطار نضالها المستميت لإخراج مشروع إصلاح كرة القدم إلى حيز الوجود، وقد انتدبت الأندية لتمثيلها في هذه الندوة السادة محمد ال?رتيلي رئيس اتحاد الخميسات والناطق الرسمي باسم الجامعة، وعبد المومن الجوهري رئيس الكوكب المراكشي ومحمد النصيري الكاتب العام لشباب المحمدية والمدير الإداري للمجموعة الوطنية لكرة القدم. في بداية هذه الندوة التي استمرت حوالي ساعتين ونصف، تحدث السيد ال?رتيلي عن دواعي عقد هذه الندوة الصحفية، حيث أوضح أنها تأتي بعد اجتماع رؤساء الأندية لتدارس حالة كرة القدم وتصور الرؤساء لمستقبلها، خصوصا وأنها عرفت في السنين الأخيرة نوعا من التعثر ظهر بشكل جلي على أداء المنتخبات الوطنية، وأضاف أن هذا المستوى فتح الباب أمام تعدد التحليلات فالبعض يرجع ذلك إلى نتائج الفرق دون الخوض في عمق المشكل، والبعض الآخر يرفض الحديث عن النتائج التي قد تكون جيدة لكنها لا تعكس حقيقة الأمور (قاعدة هشة بنية تحتية منعدمة...إلخ) لذلك انتبهت أندية المجموعة الوطنية إلى هذا الأمر وتم تكوين مجموعة من اللجان تضم أعضاء من المكتب وآخرون من الخارج وهيؤوا مشروع إصلاح كرة القدم خرج إلى الوجود بعد سنتين من التعثر بعد أن دخلت عليه تحسينات عديدة، حيث اتفق على تسميته "إعادة تأهيل كرة القدم الوطنية" وهو المشروع الذي تبنته الوزارة وأقحمت مجموعة من موظفيها ضمن اللجنة المكلفة به وشاركوا في وضع الصيغة النهائية وتمت المصادقة عليه بعد اجتماع المجلس الاستشاري للجامعة. لقد أصبح الحل بالنسبة لكل الفاعلين والفرقاء هو اعتماد هيكلة جديدة. أولا: على مستوى الأندية، حتى تصبح أندية منظمة ولها إدارة وأطر وعقود مع اللاعبين. ثانيا: أن يصبح مشروع كرة القدم إحدى الأولويات الحكومية بعد أن همشت لمدة قرن، فلم تكن حاضرة في تصاريح الحكومة ولا الميزانية والمخطط الخماسي، والنهوض لن يكون سوى من عدم. وكما جاءعلى لسان الحاضرين، فإن هذه المبادرة هي وضع المسؤولين أمام الأمر الواقع، ومعرفة الدور الذي تقوم به الكرة لأنها ليست لعبة لقضاء الوقت الثالث. ولكنها تلعب دورا أساسيا في حياة المغاربة اقتصاديا واجتماعيا كما أنها تمثل مورد رزق لمئات العائلات وأكد بهذا الخصوص السيد ال?رتيلي أن ما تروجه كرة القدم يوم الأحد يصل إلى مليارين من السنتيمات، لذلك طالب بتدخل الحكومة لتستثمر في القطاع، عبر تخصيص اعتمادات ليس بمفهوم الصدقة ولكن بمفهوم الاستثمار المنتج، للحصول على منتوج رفيع يسمح بترويج ملايير الدراهم، وكل هذا يجب أن يتم في إطار دفتر التحملات، ينصب على التكوين والتجهيزات ثم التسيير وبناء الملاعب، وهي الاتفاقية التي رصد لها في السابق مبلغ 5 ملايير و600 مليون كشطر أول لكنها جمدت بعد تغيير الوزير لتكون النتيجة تدهور فظيع في حالة الملاعب (مركب محمد الخامس). ورغم ما تعشيه الأندية من مشاكل مادية، فإن الهدف من هذه المبادرة هو توضيبح الرؤية، حيث قال السيد ال?رتيلي بهذا الخصوص: لا نريد الدخول في صراع مع المسؤولين، أو مع الحكومة، ولكن نريد أن نلعب الدور المنوط بنا كمجتمع مدني، على أساس إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود لما فيه خير هذه البلاد". وفي آخر تدخله تطرق إلى القرارات التي اعتمدها اجتماع الأندية الوطنية. 1 إبراز حسن النية مع المسؤولين، من أجل الدخول في مشروع الإصلاح في أقرب وقت ممكن، ولكن بعد إخراج دعم السلطات العمومية خصوصا وأن الإصلاح في صيغته النهائية مشروط بالدعم. 2 إعطاء أجل للحكومة، ليس في إطار ملف مطلبي نقابي يهدد بالإضراب ولكن في سبيل ممارسة كرة القدم في مستوى عال عبر سياسة تكوين لاعبين. وإصلاح الملاعب المتدهورة، وإعادة النظر في تعاقد مغشوش بين الأندية والمتعاقدين، اعتماد ترسانة قانونية تضمن حقوق الجميع. وفي الأخير تمنى الحاضرون أن يضع رؤساء الأندية والمسؤولين اليد في اليد للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وإلا فإننا سنعود للعب بطريقة "الحكومة" كما تمنوا أن يصبح الإعلام الرياضي شريكا أساسيا في عملية الإصلاح وأن تصل الرسالة بوضوح. أسئلة الصحافيين تنوعت بين أسباب التراجع عن الإضراب العام واختيار الوقت الحالي لتصعيد الموقف، وعدم تفعيل المشروع لدى السلطات العليا. إجابات ممثلي الأندية على مختلف الأسئلة تميزت بعدم الوضوح، ومحاولة القفز إلى الأمام حيث طالبوا بالاقتصار على الأسئلة التي تهم مشروع الاحتراف وعدم التدقيق في أمور فات أوانها أو لم يحن بعد. ومن النقط التي أثارت نقاشا مثيرا موضوع الاحتضان الذي قيل أن بعض الأندية استفادت منه بدعم من جهات متنفذة كما أنه أقبر بفضل بعض المسؤولين بعد أن استنفذ أغراضه. وفي الأخير طالب السيد ال?رتيلي من الصحافيين دعم أندية كرة القدم ومشاركتهم في همومهم ومشاكلهم التي ما أكثرها خاصة في موضوع مشروع الاحتراف الذي طال انتظاره.