منع الجمعية المغربية لدخول الجزائر جاء لفتح المجال أمام الانفصاليين للترويج لأطروحاتهم بالمنتدى رجحت جمعية الصحراء المغربية أن يكون سبب منع السلطات الجزائرية دخولها إلى التراب الجزائري للمشاركة في أشغال منتدى شمال جنوب للجمعيات غير الحكومية مرده نية الجزائريين إعطاء الفرصة للجمعيات التابعة لما يسمى بجبهة "البوليساريو" قصد التحرك لخدمة مواقفها على مستوى هذ المنتدى. وصرح محمد رضا طاوجني، رئيس الجمعية أمس (الإثنين) ل"التجديد" أن "رفض الجزائر منع تأشيرة الدخول إلى ترابها للجمعية جاء بغية فتح المجال أمام جمعيات الانفصاليين للقيام بأنشطة تخدم مصالحهم ومواقفهم من الصحراء المغربية بالمنتدى". وكانت المصالح القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء رفضت تسليم أعضاء وفد جمعية الصحراء المغربية تأشيرة دخول التراب الجزائري "دون مبرر" حسب بيان أصدرته الجمعية سابقا والذي أكد في السياق ذاته أن الجمعية توصلت بدعوى رسمية من الاتحاد الأوروبي ووزارة البيئة وإعداد التراب الوطني الجزائري من أجل المشاركة في أشغال منتدى شمال جنوب للجمعيات غير الحكومية المنظم من طرف الاتحاد الأوروبي في مدينة تلمسانالجزائرية في الفترة ما بين 25 و27 أكتوبر الجاري. واستنكرت الجمعية في البيان ذاته قرار الرفض هذا واعتبرته ب"غير المسؤول" كما عبرت «عن أسفها البالغ لإقحام المسؤولين الجزائريين لاعتبارات سياسية في مجال العمل الجمعوي غير الحكومي وذلك على خلفية الاختلاف في الرأي» وهو ما يتنافى تضيف الجمعية، مع «أبسط مبادئ وقيم الديمقراطية". واستنتج طاوجني بهذا الصدد أن رفض السلك الدبلوماسي الجزائري بالمغرب "مرده إلى قرار رسمي من الدولة الجزائرية وتعليمات تلقتها المصالح القنصلية الجزائرية بالمغرب من السلطة الجزائرية التي ترفض، يقول طاوجني، أن يكون هناك من يبدي غير الرأي الرسمي للجزائر المخالف لشرعية سيادة المغرب على صحرائه". وقال طاوجني "إن هذا الرفض هو الثاني من نوعه بعدما كانت الجمعية طلبت لقاءات بالجزائر مع أحزاب جزائرية للتباحث في موضوع الأسرى وقوبل الطلب بالرفض مع أن هذه الأحزاب لم تمانع في عقد هذه اللقاءات". يشار إلى أن "التجديد" توصلت أمس (الاثنين) بنسخ عن دعوات مرسلة إلى الجمعية من طرف كل من منظمي المنتدى بالاتحاد الأوروبي وكذا وزارة البيئة وإعداد التراب الوطني الجزائري. من جهة أخرى، أشار رئيس جمعية الصحراء المغربية إلى أن الجمعية كانت ستشارك ضمن أنشطة المنتدى بمناقشة موضوع حقوق الإنسان من جهة وكذا بإثارة أوضاع الأسرى المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف على التراب الجزائري، وأضاف معتقدا أن "اطلاع الجزائريين على نشاط الجمعية المغربية كان من بين الأسباب التي دفعت بهم إلى منع تسليم أعضاء وفدها جوازات السفر على خلفية رفضها لمسألة إطلاق سراح الأسرى". وتعتزم جمعية الصحراء المغربية في ردها على قرار رفض منحها جوازات السفر للدخول إلى التراب الجزائري إصدار بيان في الأيام القليلة المقبلة تعلن فيه عزمها تنظيم وقفة رمزية وتحسيسية أمام السفارة الجزائرية بالرباط لمدة ربع ساعة مرة كل شهر «إلى أن يطلق سراح آخر أسير مغربي بمخيمات تندوف بالجزائر» على حد قول رئيس الجمعية. كما من المقرر أن تكاتب جمعية الصحراء المغربية الاتحاد الأوروبي للتنديد بموقف الجزائريين. من جهتها، مازالت السلطات المغربية لم تصدر موقفا من قرارمنع جمعية الصحراء المغربية من دخول التراب الجزائري بعد أن كاتبت الجمعية وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس (الأحد) في الموضوع ذاته. بعلاقة مع جمعية الصحراء المغربية، يذكر أن نظمت الأخيرة أمس (الإثنين) قافلة احتجاج مرت على مختلف السفارات الأوروبية التابعة لبلدان الاتحاد الأوروبي بالرباط واستمرت إلى حدود الرابعة زوالا، قامت خلالها بتسليم رسائل إلى المسؤولين بهذه السفارات تطلب فيها الجمعية تدخل بلدانهم لإطلاق سراح المعتقلين المغاربة بالتراب الجزائري. وكانت الجمعية نفسها قامت في غضون الأيام القليلة الماضية بجولة في بلدان الاتحاد الأوروبي دامت 19 يوما، استقبل على إثرها وفد الجمعية من طرف برلمانات أوروبية وأحزاب قيادية بدول الاتحاد حيث تمت مناقشة موضوع الأسرى المغاربة دائما. يونس